عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

وحدة (الشخير)المشترك

 

قبل عامين تقريبا انطلقنا في رحلة الى بيروت، صديقي كمال علوان ومدحت حمارنة وجناب حضرتي ،  وقد أقمنا عدة ايام في شقة صغيرة. لحد الان الموضوع عادي تماما، ولا يحتاج الى كتابة تقرير اخباري حول حادثة بلا قتلى ولا جرحى.

 حل المساء ، ومثل غيرنا من الكائنات قررنا النوم في الهزيع الأخير من الليل، فاتخد كل واحد منا مكانا قصيّا وكدنا ننام، قبل ان تنطلق القاطرة البخارية، بأصوات محركاتها وزواميرها وضجيح احتكاك عجلاتها بالسكة.

بحث عن مكان القاطرة، فتبين لي ان تلك  الأصوات انطلقت من شخير صديقي كمال ، فقررت ان انام على صوت هذا الشخير العجيب الذي، وكان يهز العمارة بأكملها. فاغمضت عيني، لكن الهدير توقف فجأة دون سابق (ولا لاحق) إنذار، فقمت كالملدوغ الى الغرفة التي ينام فيها صديقي، اذ ظننت أن شيئا ما حصل له.

ما ان وصلت باب الغرفة حتى اشتغلت القاطرة البخارية مرة اخرى فتطمنت، وعدت لفراشي، لكنها عادت وتوقفت  قبل ان اغفو، فنهضت، ثم اشتغلت القاطرة، ثم حاولت النوم ..وهكذا حتى الصباح.

الأسبوع المنصرم، ربما تحت ضغوط عائلية، راجع صديقي كمال علوان  طبيبا مختصا، أعطاه الطبيب جهازا ليقوم بتركيبه على نفسه، حتى يفحص الطبيب مدى عمق وخطورة المشكلة . لم يستطع صديقتي النوم تلك الليلة والجهاز موضوع داخل انفه ووجهه، وكانت ليلته ليلاء ، بشخير متقطع.

المهم، عندما درس الطبيب قراءات الجهاز، قرر ان شخير صديقي  يحرمه من كميات كبيرة من الأوكسجين ليليا، وأن التدخل الجراحي صعب، دون ازالة اللغلوغ كاملا، فطلب منه شراء جهاز دائم لمنع الشخير،  يركّبه على انفه وفمة قبل ان ينام.

وقد اكتشفت ان هناك جهازا لمقاومة الشخير، وهذا ابتكار عظيم، اتمنى ان نستطيع تركيبة على الأمة بأكملها، عن طريق اجهزة شخير مركزية كبيرة ومتنوعه، واحدة تخص كل قطر عربي ومن يقطنه، والثاني يخص العالم العربي بأكمله.

مشكلتنا في الشخير الدائم الذي يحرمنا من الأوكسجين، ومن حقنا في الحياة الصحية الحرة والكريمة . لذلك فمن حقنا  على علمائنا الأفاضل ان يبتكروا اجهزة الشخير المركزية تلك، قبل أن يتم استئصال لغلوغ الأمة بأكملها.

فقد علا شخيرنا كثيرا خلال  معركة غزة ضد  العدو الصهيوني . وهو شخير خطير خطير، ويهددنا بالموت والفناء، والخروج من دفتر الحياة  كأمة واحدة ذات رسالة خالدة …. وشخير مشترك.