تعرف العطر و أسراره
فقد ثبت علميا ان الفيرومونات – الجزيئات الصغيرة التي يتكون منها العطر – تحفز الهرمونات المسئولة عن الرغبة لدى الإنسان، كما أن بعضها يحمل البعض من رائحة الإنسان نفسها، فتشعره بنوع من الثقة بالنفس والجاذبية.
أما بالنسبة لما يتعلق بعلاقة العطور بالذاكرة، فقد تأكد أن الرابط وثيق بينهما، فمثلا قد تكون في جولة تسوق بأحد المحال، وفجأة تشتم رائحة المخبوزات فتتذكر ما كانت تعده له والدتك من حلوى ساخنة عندما كنت صغيرا، ولذا اهتم صانعو العطور بإضافة روائح معينة لتركيبة العطور لتستثير الذكريات الخاصة بكل فرد، مثل روائح الشيكولاتة والتوت التي تذكر الشخص بمنزله وتخلق بينه وبينها رابطا قويا وسريعا.
الأمر نفسه ينسحب على العطور الأخرى التي تعيد لكل منا ذكرياته الدافئة وحنينه لمواقف وأشخاص بعينهم، وهذا ما يجعلك في النهاية تشعر بالسعادة عند وضع عطرك المفضل.
أما السبب الأبرز الذي يدعو الكثير منا لوضع العطور فهو الرغبة في الهروب من الواقع، فسواء كنت موظفا أو تعمل بمهنة ابداعية أو تمتلك عملك الخاص أو تدرس بالجامعة أو زوجا يعاني من الخلافات بينه وبين زوجته، او كنتِ مراهقة أو أما مرهَقة لأطفال صغار، فإن مجرد حصولك على حمام معطر يجعلك تنسين تماما ما يؤرقك ولو لساعات قليلة. فأنت تحيط نفسك بالروائح المفضلة لديك حتى تهدئ أعصابك وتحصل على وقت مستقطع من همومك الخاصة تقضيه في سكينة وتضع نفسك داخل حدودك الخاصة التي تحميك من أي عناصر خارجية قد تنغص عليك اختلاءك بنفسك، وبالتالي تنجح في التخلص من الضعف النفسي والإجهاد الذهني.
ولكن، البعض أيضا يضع عطرا معينا لأنه يعبر عن شخصيته ويعكس سماته وأفكاره، فيلتزم بعطر معين وكأنه عنوان له.. أما الآخرون، فإنهم يفضلون أن يتناوبوا على وضع مجموعة مختلفة من العطور حسب حالتهم المزاجية لحظة اختيار العطر، فيقوم العطر بدور الصديق الذي يرفع المعنويات ويزيد الطاقة الإيجابية للفرد ويجعله متحفزا لإتمام المهام التي عليه إنهاءها.
على أن الأسباب السالف ذكرها لا تلغي الأسباب التقليدية التي تجعلنا نضع العطور، كأن نخفي الرائحة الكريهة كالعرق، أو التعطر بحكم العادة، أو كجزء من اتمام طقوس الهندام والأناقة الخاصة بكل شخص، أو حتى للفت الانتباه.. أو إظهار عامل الثراء.