خمسة آلاف مقاتل للقاعدة في الأردن
ماهر ابو طير
الأفغانية، يتجولون في أزقة المخيم، وإذ اسأل عنهم يقال إن هؤلاء شباب القاعدة في المخيم، وتحت اسم آخرهو السلفيون الجهاديون.
أعداد السلفيين الجهاديين في المخيم تزداد يوماً بعد يوم، والمخيم ذاته يتوزع على شكل كوتات، مابين القاعدة والإخوان المسلمين وانصار فتح واتجاهات أخرى خارج التنظيمات توالي الدولة.
رؤية شباب القاعدة في المخيم اخذتني الى أبي سياف في معان وهو احد زعماء السلفيين الجهاديين في الأردن الذي قال ان عدد السلفيين الجهاديين في الاردن وصل الى خمسة آلاف عضو، وهم يتواجدون تحديدا في الزرقاء والسلط ومعان ومخيم البقعة، ومناطق اخرى، معتبرا ان تيار السلفية الجهادية في الاردن يزداد قوة على الرغم من المضايقات التي يتعرض لها.
الرمز الأهم في السلفية الجهادية في الاردن عبد شحادة الملقب بأبي محمد الطحاوي معتقل حالياً، والمعلومات تقول ان الجهات الرسمية وعدت بإطلاق سراحه نهاية الشهر الجاري، والسلفيون ينتظرون خروج زعيمهم على أحر من الجمر.
في تحليل قوة السلفيين الجهاديين في الاردن، فإن مؤشرات كثيرة تقول ان قوتهم تتعاظم، واللافت للانتباه ان تدفق المئات منهم الى سورية للقتال ضد نظام الأسد تحت راية جبهة النصرة، بدأ يترك ارتدادات عميقة، بخاصة مع وجود قرار دولي واقليمي بإنهاء جبهة النصرة كونها تمثل القاعدة في سورية.
كثرة من مقاتلي الجبهة في سورية وقياداتها من الأردن، والأسئلة تتعلق بطريقة انهاء جبهة النصرة في سورية، دون ان يترك الأمر ارتدادات هنا في الأردن، بخاصة أن الأزمة في سورية ساعدت باستقطاب السلفيين وتحويل قوتهم من هنا، الى المعركة الجارية في سورية، لتبقى الهزات الارتدادية لشراكة القاعدة في الأزمة السورية محتملة.
هذا يعني ان انتهاء الازمة في سورية، وارتداد الجناح الاردني في جبهة النصرة باتجاه الاردن، بعد عودته من القتال، سيعيد انتاج المواجهة التي جرت بين السلفيين والدولة في مراحل كثيرة.
خمسة آلاف مقاتل عمليا هنا، وان كنا نسميهم اعضاء في السلفية الجهادية، وبرغم وجود اعتقالات وملاحقات، إلا أن قوة التيار تزداد، والمحللون يعتقدون ان هناك معركة مؤجلة بين السلفيين الجهاديين والدولة، بسبب الميقات السوري، غير ان الحسم في ملف سورية، سيعيد جماعات السلفية الى بلدانها، وسيعيد انتاج المعارك بين الجماعات والسلطات المحلية في كل بلد.
المعلومات تؤكد هنا ان هناك مواجهة مقبلة مع السلفيين في الاردن، لعدة اعتبارات ابرزها وجود مخاوف من تنامي التيار، وثانيها الاستحقاق الإقليمي والدولي بشأن ملف سورية وجبهة النصرة، وثالثها تعدد المواجهات مع جماعات اسلامية من اتجاهات مختلفة.
البلد في المحصلة لا يحتمل المواجهات، وكل ما يمكن فعله هنا الوصول الى حلول وسطى شعارها التهدئة والتسكين بين الجميع، لاعتبارات داخلية، فيما لا يمكن أبدا تطبيق الاستحقاق الاقليمي والدولي ضد جبهة النصرة، عبر تقليم السلفية الجهادية بطبعتها الأردنية، لأننا في هذه الحالة ننتج مواجهة هنا، نيابة عن الآخرين.