النسور: 4 مليارات دولار كلفة استضافة اللاجئين
وكالة الناس – استعرض رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في مؤتمر صحفي عقده في رئاسة الوزراء اليوم السبت وبمشاركة وزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير الدولة لشؤون الاعلام الخطة التي تعدها الحكومة بالتشارك مع كافة قطاعات المجتمع الاردني لإعداد تصور للاقتصاد الاردني للسنوات العشر المقبلة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.
وقال رئيس الوزراء ان جلالة الملك وجه الحكومة لوضع تصور لما سيكون عليه الاردن بعد عشر سنوات وليس خطة كون الخطة لها كلفة وارقام ومؤشرات رقمية محددة وانفاق ومصادر تمويل لافتا الى ان الاردن معتاد على الخطط الخمسية والثلاثية والخطط الدوارة .
وزاد رئيس الوزراء “هذه نظرة طويلة المدى لعشر سنوات “مؤكدا اننا ندرك صعوبة التنبوء لما سيكون عليه الحال بعد عشرات سنوات قادمة في ظل الاوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والمتغيرات الاقتصادية ومنها اسعار النفط التي تقلب كل المعادلة فضلا عن الاضطرابات السياسية واثرها على السياحة والاقتصاد.
ولفت رئيس الوزراء الى انه ولضمان ان يكون هذا التصور واقعيا وياخذ بالاعتبار المتغيرات الاقليمية وتاثيرها على الاردن ستكون هناك وقفة تقييميه تاملية كل ثلاث سنوات خاصة وان الاردن المحاط بثلاثة اقطار تشهد في الوقت الحالي حروبا هي العراق وسورية وفلسطين يتاثر كثيرا بهذه الاحداث.
واشار الى ادراك الاردن لتاثير المتغيرات الاقليمية على الاوضاع في الاردن حيث كان لها تاثيرات مباشرة على اسطول النقل البري الكبير وانقطاع الحركة البرية مع العراق وسوريا وتركيا ولبنان مثلما اثرت على حركة الطيران والسياحة والتعليم الجامعي وعودة الطلبة من العديد من الاقطار والصادرات.
وقال رئيس الوزراء انه وضمن هذه الصعوبات نحاول ان نضع تصورا تاشيريا لما سيكون عليه الاردن عام 2025 تتضمن مؤشرات اقتصادية والى حد ما اجتماعية ايضا.
ولفت رئيس الوزراء الى وجود ثلاثة قطاعات معوقة للاقتصاد الاردني وهي الطاقة والمياه والرقعة الزراعية مؤكدا انها تشكل نقاط ضعف رئيسية في بنية الاقتصاد مثلما اشار الى وجود مشكلتين ملازمتين لهذه المعوقات وهما تواجد اعداد كبيرة من اللاجئين تبقى لمدة طويلة دون عودتهم بعد انتهاء الازمة في بلدانهم مؤكدا ان ملازمة اللجوء يجب التعامل معها كحقيقة اقتصادية اجتماعية موجودة.
وقال ان المتلازمة الثانية هي عدم ثبات الاسواق التي ترهق كل مخطط وكل من يقوم على العمل الاقتصادي نتيجة الجيرة وما يتاثر بها الاقتصاد من حيث الصادرات والواردات.
ولفت بهذا الصدد الى ان الاحداث في سورية اثرت بشكل كبير على الامن الداخلي وانعكاس ذلك على الصحة والبيئة وغيرها من القطاعات مثلما اثرت على تبادلنا مع لبنان وكذلك الامر بالنسبة للعراق الذي كان يستوعب منتجاتنا الزراعية لتعوضنا عن السوق السوري الى حد كبير والان توقفت في هذين الاتجاهين مثلما توقفت مستورداتنا من النفط منذ اكثر من 8 اشهر.
واضاف النسور ان الوضع في مصر اثر كذلك على انقطاع الغاز المصري والمجموعات السياحية المتبادلة ” ثم انقطعنا عن تركيا وهي شريك مهم “كما ان التبادل التجاري مع الضفة ليس بافضل حالا بسبب القيود المفروضة.
وردا على سؤال اكد رئيس الوزراء ضرورة ان يفرد فصل خاص في التصور للسياسة النقدية باعتبارها هيكلا من هياكل الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي.
وبشان اللاجئين في الاردن اكد رئيس الوزراء ان الاردن هو ثالث اكثر دولة على مستوى العالم يستضيف لاجئين من حيث العدد المطلق وهو الدولة الاولى في العالم في استضافة اللاجئين من حيث النسبة الى عدد السكان.
وقال رئيس الوزراء “هذا قدر الاردن ان محيطه من اشقائه وليس جنسا او عرقا مختلفا وبالتالي من يلجا الينا هم ابناء جلدتنا “مؤكدا ان الاردن باستضافة اللاجئين انما يقوم بهذا الامر نيابة عن كل العرب لافتا الى ان الاردن يتلقى جزءا من جزء من الكلفة المباشرة التي يتحملها الاردن بسبب اللجوء والتي وصلت اكثر من 4 مليارات دولار.
واضاف “صحيح هناك مساعدات عينية وخيم وطعام ولكن هذه لا تشكل الا جزءا بسيطا من كلفة الاستضافة لافتا الى ان هناك كلفا غير مباشرة للجوء ومنها الكلفة الامنية والافات الاجتماعية المصاحبة وتهريب السلاح والمخدرات والعناصر المسيسة او شبه العسكرية التي عملت بعض الارتكابات ومزاحمة الاردنيين في فرص العمل”.
ولفت الى ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن وصل الى مليون و 420 الف سوري وما يزيد عن 220 الفا من العراقيين ومن الاشقاء الفلسطينيين نحو مليونا و 750 الف ممن لا يملكون هوية او اقامة وكذلك الامر بالنسبة لجنسيات اخرى منها الليبية حيث يوجد اكثر من 20 الف ليبي مؤكدا ان الاردن لا يضيق ذرعا باللاجئين “ويحق للشعب الاردني ان يعتز ويفتخر باستضافته لهولاء الناس”.
