سر الأسرار في نظرية (ضب العوار)
عبارة عامية كركية جميلة سمعتها قبل سنوات، كنت اعتقدها في اللحظة الأولى خارج سياق اللغة العربية ، لا اعرف ماذا اسميها في الواقع ، وهل هي عبارة أم مصطلح، وأترك هذا الأمر لعلماء فقه اللغة….. العبارة هي 🙁 ضب عوار).
«ضب عوار» تستعملها الأم الكركية وتطلقها على الوجبة التي تجتمع عليها الأسرة وتكون مكونة من بقايا الطبخات خلال الأسبوع المنصرم ، هذه شويّة باميا ، وتلك بقايا مقلوبة ، وذاك ما تبقى من منسف وذاك صحين مجدرة ..وهكذا.
يتم تجميع هذا البقايا وتتغدى عليها الأسرة هنيئا مريئا ، وتخلص من وجع القلب والبنكرياس ، وهذا هو سر الإبداع الكركي في (ضب عوار)… ومعناه الفعلي هو
(إخفاء عيب)،حيث تعتبر الأم الكركية ان زوائد الطعام هذه عيب اقتصادي ، وينبغي إخفاء هذا العيب بإزدراد هذه البقايا حتى لا يتم اتلافها دون الإستفادة منها .
هذه نظرية اقتصادية رائعة ، تحديدا اذا تم تطبيقها في مجتمع يحتاج الى استخدام القرش على الوجهين ،وهي تصلح – اضافة الى جدواها الإقتصادية المهمة- في السياسة والإجتماع، وفي كل شئ.
المشكلة ان حياتنا صارت كلها عوار في عوار في عوار ، وقد نخرنا المجتمع الإستهلاكي تماما ، في جميع المجالات ، وليس فقط في مجرد بقايا الطبيخ:
– مواقفنا السياسية تحتاج الى ضب عوار.
– طريقة ادارتنا لمؤسسات الدولة تحتاج الى ضب عوار
– استسهالنا طلب الديون من البنوك والمؤسسات الدولية ، يحتاج الى ضب عوار .
– طريقة تعاملنا مع المشكلات المحلية تحتاج الى ضب عوار .
– نعاملنا مع العدو والصديق وقلب هذه المعادلة يحتاج الى ضب عوار .
– ترهلنا
– فسادنا
– افسادنا
– كل شئ عندنا
يا الهي كم نحتاج الى ضب عوار بحجم الوطن ..لعلنا ..أقول لعلنا………………..!!