هل سيحصل كل سكان العالم على لقاح كورونا و ماهي الدول التي حجزت “حصتها” قبل الجميع؟
وكالة الناس – بعد أن أعلنت شركتا “فايزر” الأمريكية و”بايونتيك” الألمانية، اكتشاف لقاح مضاد لفيروس كورونا، ما أدى إلى تصاعد الآمال بقرب انتهاء الوباء، إلا أن تساؤلات برزت -أيضًا- عما إذا كان بمقدور جميع سكان العالم الحصول على اللقاح.
ووفقًا لمجلة “ايكونومست” البريطانية، فإن نسبة تأثير اللقاح بنحو 90% ضد فيروس “كوفيد-19” التي أعلنتها شركة “فايزر” كانت أكثر بكثير مما كان يأمل الناس، وما توقعته الحكومات في دول العالم، ومنظمة الصحة العالمية.
وأشارت المجلة في تقرير تنشره “السبت” واطلعت عليه “فوشيا” إلى أن التوصل لإنتاج ذلك اللقاح من قبل شركة “فايزر” وشركات أخرى في بريطانيا وروسيا ودول أخرى، يعتبر “انتصارًا ساحقًا للعلم” نظرًا لأن فترة إنتاج لقاح ضد أي وباء عادة ما تستمر سنين.
وقال التقرير: “إلا إن هناك أسئلة رئيسية تطرح نفسها الآن أولها، عما إذا كان اللقاح الجديد يمكنه وقف حالات كورونا الشديدة، أو يحمي كبار السن من العدوى، وعما إذا كان يمكن للأشخاص الذين يتلقون اللقاح أن ينقلوا العدوى للآخرين”.
وأضاف: “السؤال الثاني، هو كيف سيتم توزيع اللقاح، خاصة وأنه يتوقع أن يكون هناك نقص كبير في إمدادات اللقاح العام المقبل، ويجب أن يتم تخزينه في مستودعات باردة للغاية، بهدف الحفاظ على فعاليته.. والأهم من ذلك كله، عما إذا كان الإنتاج سيكفي سكان العالم، وما هي الدول التي ستحصل على اللقاح قبل غيرها”.
وفي تقرير حديث، نبهت منظمة “أوكسفام” الخيرية من أن الدول الغنية التي تشكل نحو 13% من سكان العالم، حجزت ما يقارب 51% من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ما يعني أن أكثر من 60% من سكان العالم لن يحصلوا على اللقاح قبل عام 2022.
وأشارت أوكسفام التي تضم أكثر من 20 جمعية خيرية في العالم، إلى أن الدول الغنية أبرمت صفقات لشراء نحو 5.3 مليار جرعة من اللقاحات الخمسة التي تعتبر في مراحل الاختبارات النهائية، وأن ما يقارب 2.7 مليار من تلك الجرعات، تم حجزها مسبقًا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا واليابان.
ولفتت أوكسفام إلى أنه في حال نجاح جميع اللقاحات الخمسة، فإن ذلك يعني أن نحو 61% من سكان العالم لن يكون بمقدورهم الحصول على جرعات مضادة لفيروس كورونا، قبل عام 2022 على الأقل، مشيرة إلى أن النسبة ستزيد بشكل كبير، في حال عدم نجاح جميع هذه اللقاحات.
وأوضح التقرير، أن سعر الجرعة يعتبر مرتفعًا جدًا، وأنه بيع للدول الغنية بنحو 35 دولارًا للجرعة الواحدة، ما يعني أن الحماية ضد الفيروس بعيدة عن متناول عدد كبير من الأشخاص، الذين يعيشون في حالة فقر.
وقالت المستشارة الصحية في أوكسفام، آنا ماريوت: “تكشف هذه الأرقام كيف تتم حماية الاحتكارات الصيدلانية على حساب صحة الناس والاقتصاد العالمي، وهي تعني أن مثل تلك الصفقات ستترك كثيرًا من الناس في الدول الفقيرة في العراء”.
وأضافت: “والأهم من ذلك، أننا لن نتمكن أبدا من إنتاج لقاح بالحجم المطلوب، حتى توافق الشركات على مشاركة اكتشافها مع الغير، دون أجر. الحقيقة أننا بحاجة إلى لقاح للناس وليس لقاحا للربح”.
