قمة أردنية روسية في موسكو
الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات على الساحة السورية، وجهود تحقيق السلام وفقا لحل الدولتين، وعدد من القضايا التي تهم البلدين، إضافة إلى علاقات التعاون الثنائي وآليات تطويرها في مختلف المجالات.
وأكد جلالته والرئيس بوتين، خلال المباحثات، حرصهما المشترك على تفعيل وتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين في جميع مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والنقل والسياحة الدينية ومشاريع البنى التحتية.
وتطرقت المباحثات إلى التحولات التي تشهدها الساحة العربية نتيجة الربيع العربي، والذي أكد جلالته أنه شكل فرصة للأردن للمضي قدما وبثبات في عملية الإصلاح الشامل، حيث جاءت الإنتخابات النيابية الأخيرة محطة مهمة على طريق الإصلاح القائم على التدرج وتعزيز التعددية وتحقيق أعلى درجات التوافق، وصولا إلى نظام الحكومات البرلمانية.
وتناول جلالة الملك والرئيس الروسي عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وصولا إلى إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
ولفت جلالته خلال المباحثات إلى ضرورة استغلال عامل الوقت وإخراج عملية السلام من دائرة الجمود، وإحيائها قبل فوات الأوان استنادا إلى حل الدولتين.
كما جرى بين الزعيمين بحث الأوضاع في مدينة القدس، وجهود الأردن في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية هناك.
وناقش الزعيمان تداعيات الأزمة السورية، وشددا على أهمية إيجاد حل سياسي شامل يضم جميع الأطراف بما ينهي معاناة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.
وفي هذا الإطار، أشار جلالته إلى الأعباء الكبيرة لتداعيات الأوضاع الخطيرة في سوريا على أمن واستقرار المنطقة ودول الجوار بشكل خاص، والتي تتعامل مع أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، داعيا المجتمع الدولي لتكثيف دعمه للأردن، ولهذه الدول بما يمكنها من الاستمرار في تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية، حيث وصل عدد اللاجئين السوريين في المملكة نحو 400 ألف.
وعبر جلالة الملك والرئيس الروسي عن حرصهما على مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف التطورات الإقليمية، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وفي تصريحات للصحفيين قبيل المباحثات، شدد جلالة الملك والرئيس بوتين على عمق العلاقات التي تجمع القيادتين والشعبين الأردني والروسي، معربين في ذات الوقت عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه هذه العلاقات، التي وصفاها بالتاريخية والمتينة.
وأعرب جلالته عن سعادته لزيارة موسكو، مستذكرا زيارة الرئيس بوتين إلى الأردن العام الماضي وزيارته إلى بيت الحجاج الروس في منطقة المغطس الذي له مكانة كبيرة لدى الأردنيين والروس.
وعبر جلالته كذلك عن تقديره للعلاقات الدافئة بين البلدين الصديقين، واعتزازه بالعلاقات التي تجمعه مع الرئيس بوتين.
وأكد جلالته أن هذه الزيارة تشكل فرصة لمناقشة العديد من القضايا التي تهم البلدين، ومن ضمنها عملية السلام في الشرق الأوسط، معربا جلالته عن تطلعه لبحث فرص تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولافتا في ذات الوقت إلى أن التعاون القائم بين الأردن وروسيا هو في أحسن حالاته.
من جانبه، رحب الرئيس الروسي في تصريحاته بزيارة جلالة الملك، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا ونجاحا مستمرا.
وقال ” سيكون لقاؤنا اليوم فرصة لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية”.
وأعرب الرئيس بوتين عن شكره للأردن مرة أخرى لتخصيص قطعة أرض في موقع المغطس التي أقيم عليها بيت الحجاج الروس.
كما أشاد بعمق العلاقات التعليمية والثقافية بين البلدين، حيث يدرس أكثر من 600 طالب أردني في الجامعات الروسية.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومستشار جلالة الملك عبدالله وريكات، ومدير المخابرات العامة الفريق فيصل الشوبكي، والسفير الأردني في موسكو أحمد الحسن، وعدد من كبار المسؤولين الروس.
وأقام الرئيس الروسي مأدبة عشاء تكريما لجلالته والوفد المرافق.