0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

عشاق الانسة سلفيا

نشاهد صور الآباء والأجداد، فنرى ثباتا مذهلا أمام الكاميرا، نرى عيونا مفنجرة ورقابا مشرئبة ونفسا متوقفا، ربما خوفا من تغبيش العدسة…. وبينما يختفي المصور تحت جلدة تالفة يقف الأجداد – بلا تنفّس-  الى ان يخرج المصور من قفصه الجلدي  بالسلامة.

كان الأجداد ينذهلون امام تلك التكنولوجيا التي لم يكونوا يستخدمونها الا للضرورات الملحة، ولم يحلموا يوما بأن يحمل احفادهم  هذه الكاميرات في جيوبهم مع الهواتف .

 نعود الى العصر الحاضر….الفرنجة يعشقون اكتشاف الأشياء، آخر ما توصلوا اليه هو مرض منحوه اسم (سلفيا)، وهو مخصص للمدمنين على تصوير أنفسهم بالكاميرات العادية أو كاميرات الموبايلات وما شابهها. ويعتبرون الشخص مدمنا اذا قام بتصوير نفسه أكثر من 6 صور يوميا .

الذي لم يكتشفه الفرنجة بعد هو أننا- نحن العرب-  نعاني من مرض لم يعرفوه بعد، وهو تصوير الآخرين بكل دقة وتفصيل، وبدون كاميرات، والعديد العديد من المرات يوميا .

يجلس اربعة معا، ما ان يبتعد أحدهم أو أحدهن حتى تشتغل كاميرات الشباب – او الشابات طبعا-  ويشرعون في تشريحه منذ زواج والديه حتى الغد، بكامل انواع الصور الطبقية واشعة اكس والرنين المغناطيسي …. الغريب أنه لا تظهر معنا، في هذه الصور، سوى العيوب .

وهكذا نفعل -ايضا- عندما يبتعد  الثاني . وعندما لا يتبقى سوى اثنان، يبتعد احدهما وهو ينظر خلسة الى الخلف، خوفا من يلحقه الآخر بإشارة فحشاء.

هذه هي الأمراض التصويرية الحقّة..هذه هي (سلفيا والا بلاش).