0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

واشنطن تتوقع بقاء الأسد

وكالة الناس –

 منذ ثار المعارضون السوريون قبل أكثر من ثلاث سنوات على الرئيس الذي يحكمهم منذ فترة طويلة بشار الأسد وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة واضحة: على الأسد أن يرحل.

لكن اليوم يسلم المسؤولون الأميركيون في أحاديث خاصة لواقع أن الاسد لن يرحل إلى أي مكان قريبا على الرغم من سعي الولايات المتحدة الأميركية لزيادة الدعم لمسلحي المعارضة المعتدلين في قتالهم ضده.

ويأتي هذا التناقض بين التصريحات العلنية والتوقعات الخاصة تجسيدا للصعوبة التي تواجه إدارة أوباما في التعامل مع النزاع الفوضوي الذي يزداد تعقيدا في سورية والذي يضع قوى العالم في مواجهة بعضها بعضا من موسكو إلى طهران وصولا إلى واشنطن.

كما يؤشر إلى استمرار سياسة هذه الإدارة في دعم جيران سورية وتوفير مساعدة عسكرية على نطاق ضيق لمقاتلي المعارضة المعتدلين لقتال النظام مع استبعاد أي تدخل أميركي واسع النطاق قد يؤدي – كما يقول المسؤولون هناك – إلى عراق آخر أو أفغانستان أخرى.

أما حلفاء الأسد فيصورونه قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة يوم الثلاثاء المقبل على أنه واثق من نفسه ومسيطر على الوضع في حين تعتبر الولايات المتحدة الانتخابات مهزلة إذ أن المعارضة في معظمها غير ممثلة وغير قادرة على المشاركة.

وقال أوباما في 28 مايو أيار إنه سيعمل مع الكونجرس “لتكثيف الدعم للأطراف في المعارضة السورية الذين يقدمون البديل الأفضل” للأسد كما للمتطرفين الأكثر خطرا بالنسبة إلى أمريكا من الأسد نفسه.

وعلى الرغم من ذلك الدعم يعترف مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى في الأحاديث الصحفية بصعوبة الإطاحة بالأسد الذي قال في أبريل نيسان الماضي إن دفة الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات تميل بشكل حاسم لصالحه.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية رفض كشف هويته لحساسية الموضوع “لا أعتقد أن أحدا يملك انطباعا بأن تغيرا دراماتيكيا على الأرض سيحصل قريبا في سورية.”

كما أشار مسؤول رفيع في وزارة الدفاع إلى أن تفاصيل المساعدة الأمبركية الجديدة لا تزال غير واضحة إلى حد كبير ولكن صندوقا مقترحا لمكافحة الإرهاب قد يساعد جيران سورية – مثل الأردن- في السيطرة على تدفق الأسلحة واللاجئين والمتطرفين إلى خارج سورية.

وقال المسؤولان إن الجيش الأمريكي قد يدرب مقاتلي المعارضة المعتدلين خارج سورية.

وأضاف المسؤول الرفيع في الإدارة الأمريكية أن “نوع التغييرات والبرامج التي نتحدث عنها لا تهدف لإحداث تغير دراماتيكي في الأسابيع المقبلة ومن غير المرجح أن تؤدي إليه“.

الخط الاحمر

واستخدم الأسد بمساعدة روسيا وايران ومقاتلين من حزب الله اللبناني الدبابات والطائرات الحربية في مهاجمة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ويتهمه خصومه بأنه يسنخدم الغازات السامة لإجبار المدنيين في هذه المناطق على الخضوع.

وواجهت سياسة أوباما بشأن سوريا انتقادات كثيفة على عدة جبهات وخصوصا بعد فشله في المضي قدما في خطواته بعد إعلانه أن استخدام سوريا للأسلحة النووية يجتاز خطا أحمر وسيواجه بالقوة.

وبينما يتعمق النزاع يلاقي جيران سوريا مثل لبنان والأردن وتركيا صعوبات في احتواء نتائجه.

إذ يصارع لبنان مع موجة من اللاجئين زادت عدد سكان هذا البلد الصغير بنسبة الثلث تقريبا. في حين يصد العراق عودة في أعمال العنف تعود في جزء منها إلى الصراع في سورية كما ان بقاء الأسد في السلطة يجعل القيادة في تركيا محبطة ومكشوفة.

وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي في حديث أجراه أخيرا “ربما ينتخب الأسد ليكون رئيسا لسورية لكنه لن يسيطر عليها.”

ولم يكن بالإمكان تصور حجم المعاناة في سورية اليوم عام 2011 عندما أطاحت ثورات الربيع العربي بزعماء أقوياء في المنطقة وشعر الكثير من المسؤولين الغربيين آنذاك أن مصير الأسد سيكون مماثلا.

ومنذ ذلك التاريخ قتل أكثر من 160 ألف شخص وتدمرت معظم مناطق البلاد في حين هرب نحو 2.7 ملايين من السكان – أي أكثر من عشرة في المئة – إلى خارج البلاد ونزح الملايين نزوحا داخلها.

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات لمقاتلي المعارضة أكثر من أي دولة أخرى وأنفقت أكثر من 250 مليون دولار أمريكي في “مساعدات لا تتضمن معدات قتالية” للمعارضة من ضمنها معدات اتصال وشاحنات لكن خطواتها لتعزيز مقدرات مقاتلي المعارضة العسكرية لم تكن راسخة بشكل مماثل.

وبدأت الإدارة الاميركية في العام الماضي برنامجا سريا على نطاق ضيق لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلين في الأردن إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم لا يتوقعون أن يعطي هذا الأمر وحده مقاتلي المعارضة اليد العليا في القتال.

وفي سبتمبر أيلول الماضي اتفق الأسد مع أمريكا وروسيا تحت تهديد بضربات جوية أميركية على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بأكملها لكن دمشق لا تزال حتى الآن تمتلك كمية كبيرة من مخزوناتها المعلنة من المواد الكيماوية ولم تدمر منشآت الإنتاج والتخزين البالغ عددها 12 منشأة.

وفشلت الجهود الدولية في جمع طرفي النزاع المتحاربين في سورية والاتفاق على مرحلة انتقالية كما استقال المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي- كسابقيه- بسبب الإحباط ملقيا باللوم على المأزق الدولي في إعاقة قدرته على التوصل لاتفاق سلام.

وقال فريد هوف وهو مبعوث خاص سابق لوزارة الخارجية الأمريكية إلى سورية وباحث رفيع حالي في مركز رفيق الحريري التابع لمجلس الأطلسي إن “الخيار بالنسبة إلى الإدارة الأميركية في الوقت الحالي هو إما القبول بالتقسيم غير المستقر والسائد على أرض الواقع في سورية أو تحاول أن تقوم بشيء لعودة الأمور إلى سابق عهدها.(رويترز)