دعوات طبية بأخذ مطعوم الكبد لتحصين المنظومة الصحية
وكالة الناس – دعا اطباء مرضى التهاب الكبد إلى التأكد أكثر من نظافة الأماكن العامة قبل ارتيادها، وأخذ المطاعيم اللازمة منها، خاصة ممن يملكون مناعة أقل أو لديهم أمراض مزمنة أو يحتاجون إلى علاج كيماوي، ونبهوا على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذا المرض، مثمنين توجه وزارة الصحة لإدراجه ضمن برنامج التطعيم الوطني، ما يعزز تحصين المنظومة الصحية في المجتمع، خاصة ونحن نعيش جائحة فيروس كورونا.
وقال المواطن أحمد الدويري؛ المصاب بالتهاب الكبد (سي): لم اتوقع أن أصاب بعدوى خلال معالجة سنية في إحدى عيادات الأسنان، فبعد فترة وجيزة من الزيارة، ظهرت على وجهي حبوب دفعتني لاستشارة طبيب جلدية، ونصح بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتابع، أظهرت نتائج الفحوصات وجود انزيمات في الكبد، وتبين لاحقا الإصابة بالتهاب فيروسي استقر في الكبده، وفقا لطبيب متخصص بالجهاز الهضمي، مشيرا إلى معاناته الكبيرة لإتمام مراحل العلاج، لم يخفف وطأتها إلا الأطباء وجمعية أصدقاء مرضى الكبد، بحسب تعبيره.
منظمة الصحة العالمية، من جهتها، بينت أن هناك خمس سلالات رئيسة من فيروس التهاب الكبد، وهي (أ، ب، ج، د، هـ)، ويشكل التهابا الكبد (ب) و(ج) أكثر أسباب الوفاة شيوعا، بمعدل وفيات يبلغ 4ر1 مليون شخص سنويا، وكانت وزارة الصحة، أطلقت مطعوم التهاب الكبد (أ) الشهر الماضي، وأدرجته ضمن برنامج المطاعيم الوطنية نظرا لانتشاره بين الأطفال، فضلا عن إدراجها مطعوم التهاب الكبد (ب) منذ عام 1995، ما أسهم في تقليل نسبة المصابين به، بحسب الأطباء.
وقال رئيس قسم التطعيم في وزارة الصحة الدكتور كامل ابو سل: إن إدخال مطعوم التهاب الكبد (أ)، يأتي في سياق المحافظة على الصحة العامة، وبخاصة للمواليد الجدد الذين تقدّر أعدادهم بنحو ربع مليون سنويا، ويحصلون على لقاح من جرعتين، توفّرها الوزارة بمعدل يقدر بنصف مليون لقاح سنويا بكلفة ثلاثة ملايين دينار.
وأوضح أهمية اللقاح بعد تسجيل ما لا يقل عن 500 حالة سنويا تصيب الأطفال في سن المدرسة، لافتا إلى وجود 12 تطعيما للأطفال ضمن برنامج التطعيم الوطني. وثمن رئيس اختصاص الأمراض الباطنية في وزارة الصحة، ومستشار أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور ماجد نصير، جهود الوزارة في توفير مطاعيم التهاب الكبد الفيروسي، وبخاصة مطعوم التهاب الكبد (أ) أخيراً، وتضمينه في برنامج التطعيم الوطني نظرا لانتشار الإصابة به بين الأطفال وطلبة المدارس والجامعات، مبينا أن الإصابة به قد تؤدي إلى فشل الكبد ثمّ الوفاة، في حال عدم إجراء زراعة الكبد.
وبين نصير، وهو عضو الهيئة الإدارية في جمعية أصدقاء مرضى الكبد، أن بالإمكان الحصول على المطعوم لكل من الصغار والكبار وبخاصة ممن يملكون مناعة أقل أو لديهم أمراض مزمنة أو يحتاجون إلى علاج كيماوي، أو الذين ينتقلون إلى مناطق موبوءة، بشرط عدم إصابتهم بالمرض في وقت سابق، مشيرا إلى أنه حال الإصابة به والشفاء منه سيؤدي إلى مناعة حقيقية للجسم ضد هذا المرض.
أما فيما يتعلق بالتهاب الكبد (ب)، أشار نصير إلى توفر مطعوم خاص به، وإدرج ضمن البرنامج الوطني للمطاعيم منذ 1995، مؤكدا حرص الوزارة على إعطائه للكوادر الطبية والعاملين في بنوك الدم وللأطفال، فيما تجرى فحوصات للحوامل، للتأكد من خلوهن من هذا المرض، وأضاف أن علاج هذا النوع من الالتهاب، قد يأخذ سنوات عديدة، إضافة إلى تكلفة علاجه المرتفعة التي قد تقترب من 400 دينار في الشهر الواحد، موضحا دور اللجان التوعوية في العمل على عدم انتقال هذا المرض من المصابين إلى الأصحاء.
وقال نصير إن أعراض الإصابة بالتهاب الكبد (أ) هي الغثيان والصداع والصفار، أما التهاب الكبد (ب) فلا تظهر أعراضه مباشرة حال الإصابة به، ويبقى في الجسم، وإذا كان نشطا يؤدي إلى تلف الكبد، داعيا إلى الاعتناء بالنظافة الشخصية، وعدم استعمال مستلزمات الآخرين سواء من شفرة حلاقة أو معجون أو فرشاة أسنان أو منشفة، والتأكد من نظافة وتعقيم مراكز الأسنان والتجميل وغيرها.
وافادت أمين سر جمعية أصدقاء مرضى الكبد دعاء القدومي، بان الجمعية تسعى منذ تأسيسها عام 1984، إلى نشر الوعي الصحي بأمراض الكبد في المجتمع المحلي، ودعم الأبحاث المتعلقة بتلك الأمراض، مشيرة إلى دور الجمعية الفاعل بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومستشفى الجامعة الأردنية بإدراج مطعوم التهاب الكبد (ب)، ضمن برنامج التطعيم الوطني عام 1995.
من جهته، أكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور أحمد عودة، أن سبب الإصابة بالتهاب الكبد (أ)، هو نتيجة انتقاله عن طريق الطعام والشراب والملوثات، ويصيب المراحل العمرية الأولى، ولا يعد من الأمراض المزمنة، لأن المصابين به لا يحتاجون إلى علاج وإنما إلى متابعة في أول أسبوعين من الإصابة، إضافة إلى الحجر الصحي مع التأكد من توفّر النظافة العامة لدى هؤلاء المصابين.
ولفت استشاري أول أمراض الجهاز الهضمي والكبد في المستشفى الإسلامي الدكتور كساب الحرفوشي، إلى انه بالرغم من انتشار مرض التهاب الكبد (ب)، إلا أن الإصابة المحلية به تشكّل نحو 2 بالمئة من مجمل عدد السكان، فيما يعد التهاب الكبد (سي) من أقل التهابات الكبد انتشارا في الأردن، يشار إلى أن سبب اختيار منظمة الصحة العالمية يوم 28 من تموز من كل عام، كيوم عالمي لالتهاب الكبد، لمصادفته ذكرى ميلاد مكتشف الفيروس الدكتور باروك بولمبرغ الحائز على جائزة نوبل.