عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

عـروض شـركات خلـوي تـنحـرف بالقطاع عن الهدف الرئيسي للاتصالات

بعد الرسائل الاقتحامية، والمسابقات التي تقترب من المقامرة، الى رسائل الحب والتنجيم الممجوج، الى الاتصالات المجهولة الهوية من دول غير معروفة، اخيرا الى عروض كبيرة تمنح المشتركين الالاف من الدقائق شهريا ليل نهار، وهذه الاخيرة عاثت فسادا في المجتمع، ودفعت بالموظفين في القطاعين العام والخاص، وبلغ الامر حد انشغال السواد الاعظم من العامة في الشارع وخلال قيادة السيارة او على مكتب العمل الانشغال بشكل مخل، وكل ذلك جراء منح عروض غير منطقية في ظل منافسة حادة بلغت حد التأثير على جودة خدمات الاتصالات.

 

المشكلة ان هذه العروض حولت الطلبة من نعومة اظفارهم الى المشيب الى استخدام غير رشيد للاتصالات والخدمات والبرامجيات المبتكرة، ويمكن بثقة القول ان استخدام سائقي المركبات للموبايلات يضعف التركيز ويزيد من معدلات الحوادث المرورية، وبرغم القوانين التي تحظر ذلك الا ان انخفاض تكلفة استخدامات الهواتف المتنقلة تغري العامة على التجاوز، وفي عدد كبير من دول العالم تضع مخالفات تصاعدية للتحدث بالهواتف المتنقلة خلال قيادة المركبة تصل حد 500 دولار للمخالفة وبعدها يتم السحب المؤقت لرخصة القيادة لردع المخالفين نظرا للمخاطر الناجمة عن تلك المخالفات.

الاردن ضمن قائمة الدول الاكثر انفاقا على الاتصالات نسبة الى ميزانية الاسرة، وان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق هيئة تنظيم القطاع باعتبارها صاحبة الولاية للرقابة والتنظيم لوضع سقوف على العروض ( السخية ) والتي تضر جمهور المشتركين بخاصة الطلبة، لاسيما وان منح مليارات الدقائق للمشتركين باسعار زهيدة تؤثر سلبيا على جودة خدمات الاتصالات المتنقلة حيث ترتفع انقطاعات المكالمات وضعف الوضوح الى مجموعة من المشاكل، وسيكون المتضرر الاول منها المشتركين بشكل عام.

وهذه العروض لا تشكل اضافة حقيقية للقطاع وخدماته بخاصة وان شركات عاملة في السوق اظهرت تباطؤا في الاستثمار في شبكاتها وتطويرها، وتتذرع في السوق بزيادة الضرائب والضرائب النوعية، والاضافية والرسوم التي تتجاوز نصف ايراداتها السنوية، وهنا فإنها قد استردت ان لم نقل كامل استثماراتها فإنها قد استرد الجزء الاكبر منها خلال السنوات الماضية، وان صافي ارباحها يضعها في مقدمة القطاعات الاستثمارية الرابحة في البلاد.

ان اي استثمار يجب ان يحقق التوازن الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وبالتالي فان قسما كبيرا من رزم التسويق التي تطرحها شركات اتصالات متنقلة لاتتناسب مع الاحتياجات لهذه الخدمات، وتطرح شعارات تسويقية ممجوجة، وبعضها مرفوض، فالقيمة المضافة للاتصالات تكمن في زيادة الانتاجية لمستخدميها، لاتهدر الوقت وتعرض المشتركين لمخاطر صحية تصل حد تهديد حياتهم، وتفسد النسيج الاجتماعي وتهدد المعايير الاخلاقية للمنافسة اولا، وتفسد بنية المجتمع.

اي مراقب محايد لما نراه في الشارع والمكاتب والمدارس لكافة الاعمار يستطيع القول ان هناك اولا اسراف وهدر وتعريض الناس لمخاطر لاقبل لنا بها، وان على الجهات الرقابية الانتباه لهذا الوباء الذي ينتشر بشكل لافت، وان هناك حاجة لتنظيم ورش عمل لوضع معايير جديدة للتسويق والعروض والاعلانات التي يوصف بأنها نوع من العبث…خط لك ولها، وبلاحدود، مش طبيعي ون وتو، يالله شباب، وسوبر ومش سوبر…وهناك الكثير من الاعلانات التي تؤخر ولاتقدم وتؤثر سلبيا على صناعة الاتصالات وخدماتها….مرة اخرى نحن بحاجة اكثر انتاجية باسعار عادلة بعيدا عن حروب الاسعار التي تغرقنا وتغرق القطاع دون طائل…فالاتصالات محرك رئيسي من محركات النمو علينا جميعا الاحتكام لما يفيد المجتمع والاقتصاد دون تماد او اجحاف، وهذا المأمول من قطاع يبدوا ان حجره قد طاش.