0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أخطاء التشخيص القاتلة!

  لو صدّقنا المثل السلبي القائل: فالج لا تعالج، لمكثنا داخل جلودنا قابلين بالامر الواقع كأنه قدر لا سبيل للفكاك منه، لكن المشروع الانساني يتجلى اولا في مقاومة الشروط التي تحاصر الانسان منذ ولادته التي لا خيار له فيها.

فالفالج قابل للعلاج ، ليس فقط على صعيد الجسد، بل على صعيد الواقع كله، وهناك مجتمعات هزمت وتقهقرت وتحولت الى غنائم واسلاب لكنها اعلنت قيامتها بين الاطلال وحولت العقبات الى رافعات والنقمة الى نعمة.

  لكن ذلك لم يتم بالتمني او بقراءة الطوالع وخداع الذات بما يرضيها لقد تم بارادة باسلة وبالكدح على مدار اللحظة لتحويل اسباب الموت الى اسباب حياة، وحين نعلن اعجابنا بمثل هذه المجتمعات نتناسى الاثمان المدفوعة من العرق والدم والدمع، ونتصور ان محاكاتها يسيرة لانها تقتصر على مظاهر وطقوس عديمة النفع!

  إن شعار كل ما لا يقتلني يقويني كان الهاجس الابدي لدى بشر حاوروا شروطهم بدءا من البيئة القاسية حتى إفرازات التخلف السامة، ولكل انسان احتياطيات قد يجهلها ويفاجأ بها لحظة استدعائها والحاجة اليها وعلى سبيل المثال فقط قد يقفز امتارا لم يخطر بباله انه قادر عليها في الاحوال العادية، لكن الخطر واندلاع الدفاعات من داخله قد تجترح معجزات.

  لكن ما يدعو الى الاسى هو ان الفرد منا مضطر لان يصبح فريقا يقاوم المصدات التي تتعاقب امامه، وما من عصامية فذة في التاريخ كهذه التي نضطر اليها في عالم كلما ازداد ازدحاما ازددنا فيه وحشة واغترابا.

لقد عالجت اليابان فالجها على طريقتها وبالارقام والحواسيب وليس بالخرافات والهرطقات، وهذا ما فعلته دول آسيوية منها ما كان موشكا على الانتحار والطرد من التاريخ.

  والتشخيصات التي يتم تداولها الآن عبر الميديا المسيسة بل المؤدلجة حول المريض العربي معظمها ملفق لانها تعنى بالتوصيف السطحي وبما يطفو على سطح المستنقع متجاهلة ان ما يطفو هو الاخف والاهش والمنبت الذي لا جذور له.

  التشخيص المغيب عن سوء قصد هو ما يعج به العالم السفلي لهذا الواقع من ممكنات ومناجم اسطورية والمطلوب هو ابقاؤها هاجعة في القاع.

إن لدى العرب رغم كل هذا النزيف اليومي ما يعالجون به الفالج، كلهم ممنوعون من المحاولة؛ لان هناك من قرروا ان ينوبوا عنهم في كل شيء باستثناء الموت!