عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

8 نقاط أمل!

كثيرون يعتقدون إن صفحة الربيع العربي طُويت إلى الأبد، باعتبارها مرحلة «سوداء» في تاريخ الأمة، ولا يجدون فيما حدث أي بقعة ضوء، بل يذهب البعض إلى كونها مؤامرة على الشعوب العربية حاكتها ودبرتها أياد خفية، استهدفت امن العرب، وتخريب حياتهم، ومنذ البداية انحزت لكل ما يعاكس هذه الرؤية، حيث كنت وما زلت أرى انها الظاهرة الأكثر نبلا في تاريخنا المعاصر، وانا لست وحيدا في هذا الأمر فثمة من يشاركني وأشاركه الرؤية..

من هؤلاء «جون كاسيدي» – محرر مجلة «نيويوركر» الأمريكية المعروفة- الذي رصد نقاطًا إيجابية في الربيع العربي، كمؤشرات لاستمرار ثورات الربيع العربي وانتعاشها مرة أخرى وانتصارها، رغم الانقلاب في مصر وتحول ربيع سوريا إلى حرب أهلية، وتحول ليبيا إلى فوضى أمنية، وتحول الديمقراطية لطائفية في اليمن والعراق.

يقول كاسيدي في تقرير له بعنوان «8 نقاط أمل موروثة في الربيع العربي»: «إن أول وأهم هذه النقاط المضيئة هي أن شعبية التيار الإسلامي لا تزال مستمرة، رغم القمع والقتل الذي مورس في مصر وتآمر دول أخرى عربية وأجنبية ضد الربيع العربي» وكانت ثاني النقاط الإيجابية أن الثورات العربية كشفت الحجم الهائل من الفساد المنتشر في العالم العربي، وأيًّا كانت الثورات المضادة فلن يتوقف المواطن بعد الآن عن المطالبة بلجم هذا الفساد والثورة عليه. وأما النقطة الإيجابية الثالثة فهي أن الروح الديمقراطية لا تزال على قيد الحياة عمومًا في الدول العربية التي شهدت ثورات عربية ثم ثورات مضادة أو انتكاسات أمنية أو طائفية أو غيرها. فبالرغم من حملات القمع الأخيرة على التعبير السياسي والقمع المستمر الذي يستهدف المعارضين، لا يزال الضغط الشعبي من أجل تطبيق الإصلاح قويًّا، وترسخت فكرة الديمقراطية في المنطقة العربية بنجاح، وكانت النقطة الرابعة في التقرير أنه «إذا كان الربيع العربي والثورات قامت على أساس كسر الحواجز الإعلامية التي أقامتها الأنظمة المستبدة مع انتشار الإنترنت والمواطن الصحافي وفضح النظام ونشر فعاليات الثورة، وكذا عنصر الشباب الذي قاد هذه الثورات – فلا تزال هذه الوسائل موجودة ولم تعدم.

 بل وتزداد نشاطًا في مواجهة الأنظمة المستبدة التي تعود، ولا يزال الشباب والإنترنت هما عماد الثورات ضد الاستبداد». وأما النقطة الخامسة فهي أن «ما يسمى الاستعمار الداخلي عبر الحكام الديكتاتوريين باتت هي القضية المفصلية التي أصبح شباب الثورات يسعى لمواجهتها أولًا قبل أن يواجه الاستعمار الخارجي الذي يستعين بهؤلاء الحكام الديكتاتوريين في فرض سيطرته على البلدان العربية والإسلامية».

 

 وهنا يحسم التقرير مصير العلمانية في العالم العربي باعتبارها النقطة الإيجابية السادسة، فالآن تجري في العديد من الدول العربية مناظرات بين العلمانيين والإسلاميين، وهي العملية التي تأخرت كثيرًا، وفقًا لكاسيدي الذي لم يلحظ أو يدرك أن هذا الصراع يكاد يحسم لصالح الإسلاميين بعدما أظهر العلمانيون نكوصا عن مبادئهم التي التزموا بها مثل الحرية والديمقراطية وباتوا رافضين لفكرة الاحتكام لصناديق الانتخابات بعدما ثبت فوز الإسلاميين بموجبها ، فضلا عن تأييدهم للحكم العسكري لا المدني الذي صدعوا الإسلاميين بتأييدهم له ضد ما أسموه «الدولة الدينية».

هذه بعض النقاط المضيئة التي رصدتها المجلة الأمريكية مستعينة فيها باثنين من الخبراء العرب، شاركا في مؤتمر استضافه «معهد الفكر الاقتصادي الجديد» بمدينة «تورونتو» الكندية، وهما المحافظ السابق للبنك المركزي التونسي مصطفى نبيل، والباحثة الأردنية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة «واترلو» الكندية بسمة المومني!.

والحقيقة أنني شعرت أن واجبي يحتم علي نقل هذه النقاط إلى القارىء العزيز، لعل فيها ما يدرأ الشبهات عن ثورات الربيع، ويذب عنه ما علق به من تخرصات وسوء ظن، تسد أفق المستقبل، وتبعث على اليأس في بعض النفوس!