معجنهم بلا خبز
نبحر في الف بحر من بحار السياسة وطينها المالح،فيما قضايا الناس المباشرة تغيب،على المستوى الفردي والجماعي.
الناس لايأبهون لا بالحكومات ولا بالنواب ولا بالاعيان،ولا يرف لهم جفن،سوى عند الارق على عيشهم وحياتهم فقط،فتشعر احيانا انك تضلل الناس بحرفهم عن الواقع المر للفقر واليتم في هذا البلد،وتشغلهم بكلام السياسيين الذي لا يتم صرفه عند أي صراف.
بين يدي قصة مؤلمة للغاية افرد لها هذا المقال،وهي لخمس بنات يتيمات،اثنتان منهما تدرسان في الجامعة،الاولى تدرس الشريعة،والثانية تركت تخصصها نحو العلوم السياسية،والسبب انها تريد تخصصا برسوم اقل.
المفارقة ان كل طالبة تدرس فصلا وتؤجل فصولا،لقلة المال،فالعائلة تعيش من يد الناس،ومن الصدقات،ومما تجود به هذه اللجنة او تلك،وكل ما يحصلون عليه لا يأتي معجنهم بالخبز في هذا الزمن،فأين هي مروءة الرجال الغائبة عن حرائر العرب والمسلمين؟!.
المؤلم اكثر ان احدى الطالبتين لم تدفع رسومها،ولها كفيلة تكفلها،وذات الكفيلة يتيمة وهي من خارج العائلة ومهددة بالسجن،وفوق ذلك فإن العائلة تعيش في اسوأ حال.
عائلات هنا في عمان،وغير عمان،قوس الفقر من الدرة الى الطرة،لا يجدون طعام يومهم،وقد كنا نتباهى انه لا يوجد بيننا من ينام جائعا،وهذا كلام لا يصمد اليوم،ونتغطى به لفرط الفخر الزائف في حياتنا دون ان نساعد كثيرين.
اليتيمات الخمس من جنسية عربية،يعشن في الاردن منذ سنين طويلة،والذي يريد ان يمد يد المساعدة ليتيمة لا يسأل عن جنسيتها ولا اصلها ولا فصلها،لان الله اوصانا باليتيم،ولم يحدثنا عن أصل اليتيم،والنبي صلوات الله عليه،حثنا على ان نشتري جواره في الجنة بكفالة اليتيم.
هاهنا بين ايدينا يتيمتان بحاجة الى من يعلمهما لوجه الله،وذات اليتيمات بحاجة الى من يستر عليهن في هذا الزمن بمساعدة كل العائلة وسداد ديونها المتناثرة.
اليتم والفقر في كل مكان،والشح سائد،الا عند اولئك الذين يخافون الله حقا،ولي اصدقاء يتطهرون من ذنوبهم السوداء احيانا بإغاثة الملهوف،واعرف اخرين كلما اشتدت كروبهم وزادت ديونهم،ذهبوا واستدانوا وتصدقوا ففك الله كربهم،ففي هذا سر عظيم.
اذ اسمع ماجرى على حياة اليتيمات للحظة اشعر بالخيانة،خيانة هموم الناس،اذ نشاغلهم بآخر تطورات الاحداث المحلية ونحللها،لكننا نترك حولنا وحوالينا من هو محروم وجائع وفقير،فعن أي توفيق نتحدث هنا،وعن أي دين فقدنا جوهره لصالح بضع كلمات نتزين بها،وصلوات لا نأخذ منها سوى رياضتها في اغلب الاحوال؟!.
خمس يتيمات يستحقن الوقوف الى جانبهن،واثنتان منهن يستحقان ان يجدا من يعلمهما لوجه الله،دون ان يدفعا الثمن بذكر اسمائهما او مس الحياء في حياتهما،ويمكن الوصول لام الايتام مباشرة عبر هاتف(0797421235) لعل جنود الله الكرماء يمدون يد المساعدة لهن،مباشرة في هذا الزمن الصعب جدا،زمن الرمادة وما هو اكثر.
اذا غفت عينك عن الفقير واليتيم،فسيأتي يوم تغفو فيه عين الرحمة عنك وعن ابنائك…هذه هي كل القصة.