الملك تحدث بلسان كل أردني .. “المنية ولا الدنية”
وكالة الناس – وضع ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين النقاط على الحروف، وأعلنها بكل جرأة وصراحة بأن الاردن ليس بلداً ضعيفا يرضى أن يتجاوزه أو يعتدي عليه أحد، بل هو وطن قوي صاحب قرار مؤثر وهذا القرار ينبع مع عراقته ورسالته إلى العالم، وهي الرسالة التي يحترمها أصحاب المواقف الحرة الداعمين للخير والسلام وبالذات في منطقة الشرق الأوسط، ليكون حوار جلالته مع مجلة ” دير شبيغل” الألمانية بمثابة رسائل للعالم أجمع تظهر عظمة الشعب بكل مكوناته التي تلاحمت وقت الشدة وهي مستعدة للتلاحم أكثر كلما إزدادت الخطوب، فالملك يعرف شعبه ويدرك مدى تعلق ووفاء الشعب الاردني العظيم بقائدة الذي يفتخر بابنائه وبناته، الذين يقفون على خط النار في مواجهة وباء العصر كورونا، ويحرسون حدود الوطن بأرواحهم، لينطق الملك بما يجول في خاطر كل اردني بأن هذا البلد عصي على جميع المتآمرين.
وتحدث جلالته بلغة القائد الواثق بقدرات وطنه في مواجهة التحديات حول صفقة القرن، ورغبة الكيان الصهيوني بضم أراض من غور الأردن حسب الخطة التي رسمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فأظهر الحزم حول هذا الموضوع وأرسل رسالة قوية لقادة الكيان الصهيوني بأن الأردن قادر على التعامل مع جميع الإحتمالات، ولدية خيارات متعددة منها القوة الناعمة بفضل الصورة الطيبة والعلاقات القوية مع قادة الدول الأوروبية، ولم يخفي أن الأمر قد يكون أخطر من ذلك بكثير على المنطقة التي قد تشتعل من جديد، وهذا الطرح رسالة قوية إلى الكيان الصهيوني بأن احداً لن يعرف مستقبل المنطقة إذا ما إشتعلت فيها الحرب من جديد، وهذا أمر في مكانه بسبب تقارب خطوط الإشتباك في حال الحرب وبالتالي فإن الخسائر لن تكون على طرف واحد، وهذه الرسالة ستشكل صدمة لقادة الكيان وستجعلهم يفكر كثيراً قبل أن يُقدم على اي خطوة حمقاء.
ولم يتوقف جلالته عند هذه الرسالة فأتبعها برسالة لا تقل خطورة عن سابقتها، بأن الفوضى ستكون عارمة وبالذات في حال تخلى الكيان الصهيوني عن إتفاق الدولتين، حيث ستشهد الأراضي الفلسطينية المزيد من الفوضي، وهذه الفوضى قد تصل إلى مواجهات مسلحة، مما يعني ان على الكيان الصهيوني بسبب حمقات رئيس الوزراء نتنياهو أن يخوض مواجهات على عدة جبهات، وهذا أمر سيكون في غاية الصعوبة، وبالتالي ستكون الخسائر كبيرة جداً ولن يستطيع الكيان أن يحتملها، وقد تكون نقطة البداية إلى الهجرة المعاكسة صوب البلاد التي جاء منها المستوطنون.
وأرسل جلالته رسالة إلى العالم أجمع ستجعل كل دولة وكل منظمة تقف أمام إنسانيتها، حين أكد ان الظرف غير مناسب للحديث في أي موضوع قبل نهاية معركة الدول مع وباء كورونا، وهذه نقطة هامة تحمل في ثناياها تعبير قوي بأن من يخوض الحرب أو يفتعلها في هذه الظروف الإنسانية هو مجرم قاتل يخلو من أدنى مقومات الإنسانية، وبالتالي على العالم أجمع أن ينتصر للحق ويتفرغ لمكافحة الوباء، وللحق فإن من يفتعل حروب في هذه الظروف ما هو إلا كائن خلا من جميع صفات الإنسان، وهي صفات تتمثل في نتنياهو الساعي للبقاء في الحكم ليس طمعاً في أراضي الغورفقط، بل للنجاة من المحاكمة التي تتنظرة والتي قد تزج به في غياهب السجون بسبب الفساد، وربما يتوقع نتيناهو ان ضم أراضي الغور سيجلب الأمن الغذائي للكيان لكنه سيجلب ايضاً الخراب والدمار في حال تم العبث بالإتفاقيات.
وعاد ملك الأردن المحبوب من شعبة للإفتخار بهذا الشعب العظيم، فأكد على أهمية رفع الروح المعنوية في ظل الظروف الصعبة، وهذا ما جعله يزور جميع المناطق العسكرية بغية جعل الجميع يلتزمون بقواعد التباعد الإجتماعي الذي يتقبله الاردنيون بروح المسؤولية، حتى غدت الأردن مثالاً يحتذى به من شتى دول العالم في مواجهة الوباء، بل قامت الاردن بتقديم المساعدات إلى الدول الشقيقة والصديقة، ليؤكد جلالته من جديد بأن الاردن وطن الإنسانية الحقه، وبالذات بعد ان استقبل أكثر من مليون لاجيء يقاسمون أبناء الاردن الطعام والشراب، ليُظهر الملك للعالم أجمع بأن الاردن ينوب عن العالم في التعامل الإنساني، وربما هذه الروح العظيمة هي التي جعلت الصهاينة يعتقدون بأن الأردن سيكون أضعف، لكنهم نسوا أن من يملك معاني الإنسانية الحقة يملك أيضا الروح المثابرة للدفاع عن وطنة بكل إمكانياته وقوته لا سيما في ظل شعور اللاجئين بالأمان وهو ما سيجعلهم يقفون في صف الاردن ولن يشكلوا ضغطاً عليه بل سيكونون أحد نقاط القوة في المواجهات القادمة مع الكيان.
واستمر جلالته في توجيه الرسائل حيث أكد على أهمية ان يعيد العالم ترتيب ملفاته الإقتصادية من أجل النجاة بالعالم أجمع، كون الوباء لا يهدد دولة بعينها بل جميع سكان الكوكب، وهذه الرسالة مع الرسائل السابقة ستجعل الكيان يشعر بمدى ضئالته، كونه يسير عكس التيار العالمي ولن يشفع له وقوف ترامب في صفه، كون الولايات المتحدة في نهاية الأمر لن ترضى ان تحارب العالم لأجل كوابيس نتنياهو، لا سيما أن الصف العربي موحد تجاه القضية الفلسطينية وأن التنسيق الأمني بين دول الخليج العربي والاردن في قمته، وبالتالي لن يستطيع نتنايهو أن يضحي بجميع مصالحه ويقوم بإرتكاب خطأ تاريخي سيعيد المنطقة إلى مرحلة الحرب ولا للسلم.
لقد أثبت جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أنه صلب ويرفض التنازل ولا ينصاع للتهديد، مما سيجعل عديد دول العالم تتعامل مع الأردن معاملة الند للند، بل ستقف إلى جواره كونه وطن الديموقراطية والحرية، ولأن شعب الأردن يقولها دوماً وفي جميع المناسبات أنه يثق بالملك ثقة عمياء، وجلالته يعمل فوق قدرته لتحقيق الحياة الآمنة لسكان الأردن من مواطنين ولاجئين.
كتب. صالح الراشد