قلق من عرض فيلم «نوح» على الشاشات المصريّة
ما زال الجدل حول عدم عرض فيلم «نوح» للمخرج دران أرونفسكي، يتفاعل في مصر، بعدما كان الأزهر قد طالب بحظر عرضه. وقال وكيل الأزهر عباس شومان إنّ «عرض الفيلم انتهاك صريح للدستور». وأضاف شومان أنّ الأزهر «أعلن عبر مجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء أنّ عرض أعمال تتنافى مع القيم الدينية، تمس الجانب العقدي للمسلمين»، مطالباً الوزارات وجهات الاختصاص بعمل اللازم لمنع عرض العمل.
جاء ذلك رغم تأكيد مسؤول الأفلام الأجنبيّة في الرقابة المصريّة عبد الستار فتحي، في حديث تلفزيوني، أنّ أزمة الفيلم مبالغ فيها، وأنّ قصّة نوح كما يجسّدها راسل كرو، لا تتشابه مع سيرة نوح إلا في الشكل، «إذ أنّ البطل، يستخدم سفينة ليفرّ ومَن معه من البلد التي يعيش فيها»، بحسب فتحي.
وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أصدر فتاوى عدّة يحرم فيها تجسيد الأنبياء، على اعتبار أنّ في ذلك «انتهاكاً لعصمتهم ومكانتهم عند البشرية». وأيدت دار الإفتاء فتاوى المجمع، بتأكيدها أنّ «تجسيد الأنبياء ينطوي على مجموعة من المفاسد، لأن العمل السينمائي لا يكون مطابقاً لواقع حياة الأنبياء، وبالتالي ستكون هناك أعمال منافية للشرع، والمقرر في الشرع أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح». كما أصدرت وزارة الأوقاف بياناً أيدت فيه موقف الأزهر بشأن تحريم عرض الفيلم، جاء فيه أنّ «تجسيد شخصية أي نبي أو صحابي اعتداء صارخ على مبادئ الشريعة والدستور».
أما الشركة الموزعة للفيلم في مصر»فور ستارز»، فقالت في تصريحات نشرتها صحيفة «السفير» اللبنانية :
في وقت شدّدت «جبهة الإبداع المصري» على عدم جدوى المنع في ظلّ إمكانية مشاهدة أي فيلم على الإنترنت.
الجدير بالذكر أنّ هذه الضجة المثارة ليست الأولى من نوعها في مصر فقد سبقتها أزمة مشابهة عند عرض فيلم «المهاجر» للسينمائي الراحل يوسف شاهين، حين تمّ رفع دعوى قضائية تطالب بمنع العرض، وأجبر المخرج على وضع لوحة في مقدمة الفيلم، تشير إلى أنّه استوحى شخصياته من الخيال. كما تم منع أفلام أجنبيّة عدّة من العرض في مصر للسبب نفسه، ومنها «محامي الشيطان» و«قسطنطين».
يشارك في بطولة «نوح» إلى جانب راسل كرو، وأنتوني هوبكنز، وإيما واتسون، وجنيفر كونلي. وكان ممثل لشركة «باراماونت» منتجة الفيلم أكّد في تصريح صحافي لوكالة «رويترز»، إن ثلاث دول عربية هي قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة، حظرت عرض الفيلم.