0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

الخلاف القطري السعودي يتفاقم بعد “الملاسنة” بين امير قطر والامير سعود الفيصل

وكالة الناس – عقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي صباح الثلاثاء اجتماعا في الرياض لبحث جدول اعمال حافل بالقضايا المتعددة الابعاد، بعضها داخلي يتعلق بالخلافات الداخلية المعلنة وغير المعلنة وتباين المواقف حول قضايا عربية مثل تطورات الملف السوري، والاوضاع المتوترة في مصر.

الخلافات في وجهات النظر بين دول الخليج حول قضايا عربية ليست جديدة، كما ان وجود مشاكل وازمات حدودية ليس جديدا ايضا، ولكن الجديد والمهم في راينا يمكن حصره في نقطتين اساسيتين:

*الاولى: التفجير الذي وقع في مدينة المنامة عاصمة البحرين يوم الاثنين وادى الى مقتل ثلاثة رجال امن بينهم ضابط اماراتي.

*الثانية: العلاقات المتوترة بين دولة قطر ومعظم الدول الاعضاء في المجلس على ارضية دعم الاولى لحركة الاخوان المسلمين وخلاياها في الخليج خاصة، واستضافتها، وتجنيسها، لعدد من المعارضين الخليجيين ورفضها طلبات من دولهم بتسليمهم.

بالنسبة الى القضية الاولى وهي التفجير في البحرين فانها تشكل تطورا امنيا، وظاهرة خطيرة جدا، وغير مسبوقة في دول الخليج منذ الحرب العراقية الايرانية في الثمانيات من القرن الماضي وانعكاساتها على امن الكويت خاصة حيث جرى تفجير اربع سفارات اجنبية امريكية وبريطانية وفرنسية من بينها، ومحاولة اغتيال الامير الاسبق الشيخ جابر الصباح بتفجير موكبه، فالتفجير جاء نتيجة عبوة جرى تفجيرها عن بعد الامر الذي يشكل قلقا ليس للبحرين فقط وانما لمعظم الدول الخليجية الاخرى.

الانتفاضة البحرينية المطالبة بالاصلاحات السياسية والعدالة الاجتماعية، وهي اصلاحات ومطالبات اقر بها الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين نفسه عندما بدأ الحوار مع المعارضة، هذه الانتفاضة ظلت سلمية، ولم يلجأ المنخرطون فيها الى السلاح، واقتصرت اعمالهم على الحجارة واحيانا قنابل المولوتوف، وهذه هي المرة الاولى التي يلجأون فيها الى المتفجرات، فهل هذا التطور يشكل نقطة تحول في مسيرة هذه الانتفاضة، وهل هذا يعني وجود جناح متطرف انتصر في نهاية المطاف على الجناح المعتدل، وقرر الاحتكام الى السلاح بعد ثلاث سنوات من الحوار العقيم الذي فشل في اعطاء اي نتائج لتخفيف الاحتقان وتلبية مطالب المحتجين؟ الاجابة نعم، بدليل وضع حكومة البحرين ائتلاف 14 فبراير، وسرايا الاشتر على قائمة المنظمات الارهابية.

في البحرين اكثر من 1500 جندي من قوات عسكرية تابعة لدول الخليج معظمهم من المملكة العربية السعودية ذهبوا الى البحرين بكامل معداتهم العسكرية للتضامن مع نظامها وملكها في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي يقول مسؤولون واجهزة اعلام بحرينية انها تتم، اي الاحتجاجات، بتحريض من ايران، وبعض القيادات البحرينية الشيعية الموالية لها، وما مقتل الضابط الاماراتي محمد احمد الشحي (ملازم اول) في عملية التفجير الا اثبات لهذه المشاركة.

اما إذا جئنا الى النقطة الثانية، وهي الخلاف القطري مع دول خليجية اخرى على ارضية دعم سلطات الدوحة لحركة الاخوان المسلمين فربما تكون القضية الاسخن التي سيبحثها الوزراء خاصة بعد اتهام قطر من قبل شقيقاتها بعدم الايفاء بتعهداتها بوقف دعم الاخوان وايوائهم وتجنيسهم وتسليم الخليجيين منهم، فقبل ثلاثة ايام ادانت محكمة اماراتية عدة مواطنين اماراتيين ومواطن قطري بالانتماء لحركة الاخوان المسلمين والتآمر لزعزعة استقرار البلاد.

اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون السابق الذي انعقد في الكويت برئاسة اميرها الشيخ صباح الاحمد قبل ثلاثة اسابيع شهد “ملاسنة” حسب مصادر متعددة، بين الشيخ تميم بن حمد امير دولة قطر والامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي على ارضية هذا الخلاف تدخل امير الكويت بدبلوماسيته لانهائها، ولكن النار ظلت تحت الرماد.

امير قطر الشيخ تميم الذي حرص على حضور الاجتماع بدعوة من نظيره الكويتي بهدف ترطيب الاجواء والاجابة على بعض انتقادات جيرانه لسياسات بلاده، انتقد عدم ثقة المسؤولين الخليجيين بالخطوات القطرية التي تسعى لصالح الخليج، وطالب الامير سعود الفيصل بتقديم ادلة على اتهاماته وبلاده لقطر بالعمل ضد مصلحة اشقائها، وعدم ايفائها بالتزاماتها تجاه ما يتم الاتفاق عليه.

الامير سعود الفيصل قدم العديد من الادلة على شكل قصاصات من صحف عديدة، فما كان من الشيخ تميم، وحسب رواية لشخص مقرب من القيادة القطرية لـ”راي اليوم” ان قال له ان هذه قصاصات صحف لا يعتد بها، قدم لي ادلة رسمية اذا كان لديك ادلة فعلا”.

هذا الكلام اغضب الامير سعود الفيصل الذي قال وحسب مصادر سعودية ان لدى المملكة العديد من الادلة الرسمية، وانه شخصيا اطلع عليها، وان الثقة بالمسؤولين القطريين معدومة بالنسبة اليه، ولذلك لن يقدم هذه الادلة حتى لا يكشف مصادر معلوماته لهم.

من المؤكد ان البيان الختامي الذي سيصدر في نهاية اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيكون دبلوماسيا في صياغته، ولن يكشف عن اي خلافات ولن يتطرق الى النقطتين المذكورتين آنفا، اي على طريقة كنس القمامة تحت السجاد، ولكن ما هو مؤكد ايضا ان مسألة تطويق هذه الخلافات ستكون مهمة شاقة ان لم تكن مستحيلة.

تفجير البحرين تطور خطير لا يجب التقليل من اهميته، وربما يفسر على انه دليل اضافي على فشل الحلول الامنية في ظل غياب الحلول السياسية للازمة في البلاد فالانحياز الاكبر والاهم الذي حققته دول مجلس التعاون جميعها هو تحقيق الاضطرابات السائدة في معظم الدول العربية الاخرى، ومن المؤكد ان هذه الدول، وحكوماتها، ستكون امام تحد امني خطير قد يهدد هذا الانجاز اذا ما تكررت ظاهرة تفجير البحرين فيها او بعضها.

خاصة ان هناك خلايا نائمة في وسطها تنتظر التعليمات للتحرك بالطريقة نفسها، وربما بما هو اخطر.