اضطرابات الغدة الدرقية وعلاقتها بالعقم

غالباً ما تتمظهر اضطرابات الغدة الدرقية لدى المرأة على شكل انتفاخ في الجزء الاسفل من الرقبة من الامام باستثناء حالات السمنة الشديدة التي تؤدي ايضاً الى اعطاء الرقبة مظهرا ممتلئا او متورما، وفي هذه الحالة لا بد للمرأة من استشار طبيب الغدد في اقرب فرصة للتأكد من الحالة ووصف العلاج.
واضطرابات الغدة الدرقية تصيب النساء اكثر من الرجال، وبنسبة تقدر بـ 3-1، والغدة الدرقية هي اكبر الغدد الصماء في الجسم، ويقصد بالغدد الصماء التي تلقي بافرازاتها مباشرة في الدم دون وجود انبوب موصل، عكس غدة المرارة مثلا التي توصل افرازاتها الى الامعاء من خلال انبوب.
وتقع الغدة الدرقية في الجزء الامامي من الرقبة، نحو الاسفل، وتتألف من جزءين او فصين، على شكل نصفي برتقالة، وتقوم الغدة الدرقية بافراز هرمونين لهما دور اساسي في صحة الجسم وتوازنه وهما:
-هرمون الثايروكسين: وتقوم بتنظيم حرق الطاقة والبناء.
-هرمون الكالسيتونين: ويقوم بتنظيم مستوى الكلس في الدم.
والاضطرابات في افراز هذه الهرمونات تؤثر كثيرا على صحة ومظهر المرأة، وهناك حوالي 6% من النساء في العالم يتعرضن لاضطرابات الغدة الدرقية بالزيادة او النقصان.
ان الذي يهمنا من اضطرابات الغدة الدرقية، هو القصور الدرقي وتأثيرها على الانجاب، ونتكلم نحن عن القصور الدرقي، اذا كان هناك نقص في افراز الغدة الدرقية لهرموني الثايروكسين وثلاثي يود التريونين، وحقيقة الامر، ان هناك صلة بين مهام الغدة الدرقية والتناسل، ووصف الخلاصة الدرقية لتصحيح النقص في افرازات الغدة الدرقية يحل أي شذوذ في عملية الحيض ومشاكل تناسلية اخرى كالعقم والاسقاط.
ربما سائل يسأل: ما هي اعراض القصور الدرقي؟ هي:
-الشعور الخمول العام والرغبة في النوم.
-الشعور بالكآبة.
-السمنة – تساقط الشعر – كثرة دم الحيض مما يسبب فقر الدم – انتفاخ او تورم القدمين ووجع المفاصل.
ان حالة القصور الدقي غير المكتشفة، يمكن ان تكون ذات اهمية كبيرة واكثر ما يظن عند النساء غير المخصبات اللواتي عندهن اضطرابات في دورة حيضهن.
والسؤال هنا: لماذا يمكن ان يؤدي قصور الغدة الدرقية الى عدم الخصوبة؟ الجواب عن ذلك، يبدو ان كميات كافية ومناسبة من افرازات الغدة الدرقية تعد ضرورية لنمو البويضة وللافراز الملائم لهرمونات المبيض. فعند حصول خلل في المحور القائم بين تحت المهاد (قسم من الدماغ) والقسم الامامي للغدة النخامية والغدة الدرقية، نجد ارتفاعا في مستوى هرمون البرولكتين (هرمون الحليب) الذي بارتفاع نسبته في الدم يؤدي الى كبح منظم نبضات الهرمون المحرر (GnRH) لهرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تنمية الجريب المبيضي واحداث الاباضة، ولهذا السبب يتباطئ كثير من المواد ومن بينها الهرمونات المبيضية، ومن ناحية اخرى يتسبب نقص الدرقية بنسبة 3 بالمئة.
بثّر الحليب Galactorrhoe الذي يعود سببه الى ارتفاع هرمون البرولكتين، اضافة الى ذلك، تعاني المريضة من الاسقاط في كثير من الحالات، او شدة دم الحيض.
كذلك يمكن للرجال المصابين بقصور الغدة الدرقية، ان يصبحوا في حالة تعرف بحالة دون الخصوبة، لأن الانخفاض في تأدية الغدة الدرقية لمهامها عند الرجال، يؤثر في انتاج المني، وتفسير ذلك، هو انه في حالة القصور الدرقي، يحدث ارتفاع ملحوظ لهرمون البرولكتين الذي بدروه يخل بنظام التناسق القائم بين الغدة النخامية والخصيتين، حيث ارتفاعه يؤثر سلبيا على ايض هرمون الذكورة، كما انه يؤدي الى انخفاض مستواه الطبيعي، وهذا مما يؤثر على انتاج النطق. ولقد اظهرت الدراسات انه عندما يتم اثبات ان الرجل غير المخصب مصاب بقصور الغدة الدرقية، غالبا ما يعيد علاج ذلك القصور امكانية الاخصاب لديه.
من واجب الطبيب المعالج لحالة العقم سواء كانت الحالة تخص المرأة او الرجل، ان يطلب تحاليل مخبرية لعمل الغدة الدرقية. واذا اظهرت التحاليل نقصا في عمل الدرقية، يتوجب عندئذ اعطاء خلاصة الدرقية لتصحيح الوضع واتاحة الفرصة امام الانجاب.
ويمكن في الحالات الخفيفة وغير المستعصية من القصور الدرقي الاستيعاض عن المستحضر الطبي تناول غذاء غني بمادة اليود للتغلب على المشكلة، لان الافراز الدرقي يستند الى مادة اليود وكذلك على تواجد الفيتامينات (أ) و(ب2) والحامض النيكوتيني والفيتامينات ج وE، وشيء مهم جدا، وهو القدرة على التحكم بالضغوطات النفسية، لأن ذلك يساعد في اعادة عمل الغدة الدرقية الى طبيعته دون اللجوء الى الدواء، واذا لزم الامر اعطاء هرمون الثايروكسين، يفضل تناوله على معدة فارغة لكي لا يتعارض امتصاصه مع ادوية اخرى مثل اقراص الحديد ودواء حموضة المعدة.