ايران : الأردن قاعدة تدريب وتهريب للإرهابيين في سوريا
وكالة الناس –
قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الجمعة أنّه لولا قتال حزب الله إلى جانب النظام السوري لأصبح لبنان مثل الأردن يُستخدم كقواعد من أجل اعداد وتمرير المسلحين الإرهابيين الى سوريا، وحثّ المملكة العربية السعودية على ادخال “تغيير جوهري” الى سياستها الاقليمية.
وأشار بروجردي بعد لقائه وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل في بيروت، إلى أن “حزب الله” لم يتدخل في القتال طوال سنتين من عمر الأزمة السورية، ولم يبادر إلى مثل هذا التدخل “لولا التدخلات العديدة التي بدرت من الأطراف الاخرى ولو لم يشعر أن السيادة اللبنانية والاستقلال اللبناني هما في خطر شديد من جراء هذه الأعمال الإرهابية التي تجري في سوريا”.
ولفت إلى انّه لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لكان لبنان قد تحول الى “دولة مثل الأردن تستخدم كقواعد من أجل تأهيل وتدريب وتمرير المسلحين الإرهابيين وتصديرهم لاحقا الى سوريا”، مضيفا “وبما أن الأمن في لبنان جزء لا يتجزأ من السيادة اللبنانية، فإن هذا الأمر يحظى بطبيعة الحال، بأهمية إستثنائية لدى المقاومة ولدى “حزب الله”.
ونبّه إلى أن “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) “عندما تتحدث عن العراق وبلاد الشام، فهي تعني سوريا ولبنان تحديدا”.
وأمل بروجردي أن يطرأ في المرحلة المقبلة “تغيير جوهري على السياسة السعودية في مقاربة الملفات الإقليمية”، معربا عن اعتقاده بأن هناك اشارات بـ”بدء تحقيق مثل هذا التحول”.
وقال “لا شك أننا سوف نرحب بأي تعديل يطرأ بشكل إيجابي على السياسة الإقليمية للسعودية.”
واتهم اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بدعم “المسلحين والمتطرفين” في سوريا، مستهجنا تجهيز المستشفيات الميدانية الاسرائيلية من أجل استقبال الجرحى من “الإرهابيين” ومداواتهم، والزيارة التفقدية التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل إعطاء “المعنويات” لهؤلاء الجرحى والمصابين.
ودان بروجردي الغارة التي شنتها اسرائيل على موقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية السورية مطلع هذا الأسبوع، معتبرا أن هدفها “إعطاء المعنويات لهؤلاء المسلحين والمتطرفين والقول لهم أنكم لستم لوحدكم في ساحة المعركة”.
وقال “هذا دليل إضافي على ان هذا الإرهاب المتنقل من سوريا الى العراق ولبنان، يقف وراءه بشكل أساسي العدو الصهيوني الغاصب ومن وراءه الولايات المتحدة الاميركية بطبيعة الحال”.
وجدّد التأكيد على وقوف ايران “الدائم والراسخ في مجال احتضان محور المقاومة في هذه المنطقة ولا سيما في سوريا ولبنان”، متهما الولايات المتحدة الاميركية بـ”إرسال الأسلحة للمتطرفين والإرهابيين” في سوريا، والعمل على تشجيع “ظاهرة الإرهاب ليس فقط في سوريا وإنما في المنطقة والعالم”.
وطالب بروجردي الولايات المتحدة الاميركية بـ”تبيان حقيقة موقفها الملتبس امام المجتمع الدولي تجاه سياساتها التي تعتبر انها داعمة وراعية للارهاب”، منبها الى ان المئات من “المتطرفين الأوروبيين الذين ينشطون عسكريا وارهابيا في المناطق السورية، سوف يعودون بعد انتهاء هذه الازمة الى وطنهم وسينقلون تداعيات هذه الازمة والإرهاب الى داخل مجتمعاتهم”.
وأمل مع نهاية السنة الثالثة من عمر الازمة السورية ان تطرأ بعض التعديلات على سياسات حلفاء أمريكا الإقليميين في هذه المنطقة، وقال: “لحسن الحظ نحن نلاحظ ان معظم الأطراف قد وصلت الى قناعة مفادها ان الازمة السورية لا يمكن ان تحل من خلال الأساليب العسكرية وان الحل السياسي هو الحل الوحيد المتاح لإنهاء الازمة السورية”.
وأوضح أن التعاون اللبناني – الايراني يشمل كافة الصعد وبالتالي المجال الأمني أيضا، متوجها الى “رعاة وحماة داعش” قائلا “يجب أن يعرفوا أن هذه الأحلام التي تراود مخيلاتهم لن تتحقق لا في العراق ولا في بلاد الشام”.
وبعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي في بيروت، اعتبر بروجردي أن “النجاح الذي تحرزه ايران على المستوى الدولي ينعكس بشكل ايجابي على توطيد الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة”، مشددا على أن ايران لا يمكن أن “تقايض احتضانها للمقاومة بأي شيء آخر”.
وكان بروجردي الذي وصل أمس الى بيروت قادما من دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، اجتمع فور وصوله مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وجال اليوم على المسؤولين اللبنانيين.
ومن المتوقع أن يلتقي في وقت لاحق بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.