الملك يجري مباحثات مع الرئيس السنغافوري
وكالة الناس – أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الاثنين مباحثات مع رئيس جمهورية سنغافورة، توني تان كينغ يام، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والنهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها.
وركزت المباحثات كذلك على بحث تطورات الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، خصوصا تلك المتعلقة بجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومستجدات الأزمة السورية وتداعياتها.
وأكد الزعيمان، خلال المباحثات التي تخللها مأدبة عشاء أقامها الرئيس السنغافوري تكريما لجلالته والوفد المرافق، الحرص المشترك على تعميق علاقات الصداقة الثنائية وتعزيزها في شتى الميادين، لا سيما الاقتصادية منها، وبما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.
وأِشار جلالته إلى اهتمام الأردن بتفعيل العلاقات بين المملكة وسنغافورة وتوسيعها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خصوصا وأن عمان وسنغافورة يرتبطان منذ عام 2004 باتفاقية للتجارة الحرة تشكل جزءا من إطار أوسع للشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بينهما.
واستعرض جلالة الملك الميزات التي يتمتع بها الأردن وموقعه الاستراتيجي المتميز، كبوابة لمنطقة الشرق الأوسط، وحلقة وصل بين القارات الثلاث، وما يتمتع به من أمن واستقرار وقوى عاملة مؤهلة ومدربة، إضافة إلى ارتباطه باتفاقيات تجارة حرة إقليمية ودولية.
وأكد جلالته ضرورة الاستفادة من المزايا التي يوفرها الاقتصاد الأردني، والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين، وبما يعزز الشراكة الاقتصادية بين الأردن وسنغافورة، ويفتح أفاقا أوسع للقطاعين العام والخاص في البلدين.
وتعتبر سنغافورة نموذجا رائدا للدول الصغيرة التي تفتقر للموارد الطبيعية، لكنها استطاعت أن تحصد المركز الأول كأفضل بيئة استثمارية وفقا لمؤشر الحرية الاقتصادية للعام 2011.
وأشار جلالته، خلال المباحثات، إلى أن الأردن ينظر إلى سنغافورة كنموذج ليس على مستوى المنطقة، بل على مستوى دول العالم بانجازاتها الكبيرة، مؤكدا أن الأردن يتطلع دوما للاستفادة من خبرة سنغافورة، خصوصا في مجال بناء القدرات وتطوير الكوادر البشرية.
وقال جلالته إن هناك الكثير من الأمور المتشابهة بين البلدين من حيث اعتمادهما على الانخراط بالسوق العالمي، وتعزيز نموهما، مشيرا جلالته إلى أن البلدين يساهمان في بناء جسور الصداقة وتعزيز علاقات التعاون بين آسيا، من خلال سنغافورة، ودول الشرق الأوسط، من خلال الأردن.
ولفت جلالته إلى أن الأردن، والذي يشغل مقعد مجلس الأمن الدولي عن منطقة آسيا العربية والشرق الأقصى، يسعى للتواصل مع دول آسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي وتعزيز العلاقات معها، في سياق بناء موقف مشترك بشأن القضايا الرئيسية العالمية والإقليمية.
من جانبه، رحب الرئيس السنغافوري بجلالة الملك والوفد المرافق، معربا عن أمله في أن تشكل هذه الزيارة فرصة لتطوير أواصر العلاقات مع الأردن، والبناء عليها في مختلف المجالات.
وأعرب الرئيس توني تان كينغ يام عن حرص بلاده على الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الأردن، الذي يلعب دورا متميزا في بناء السلام وتعزيز الاستقرار والأمن العالميين، ويعتبر نموذجا للتنمية في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار في هذا الإطار إلى حرص بلاده على البناء على الاتفاقيات الموقعة مع المملكة، وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الرئيس السنغافوري بسياسة جلالة الملك الحكيمة، والتي جعلت من الأردن نموذجا في التعايش بين الأديان، مشيرا إلى أن البلدين متشابهان في هذا النموذج “الرائع“.
ولفت إلى رسالة عمان ودور جلالة الملك كقائد عربي مسلم في تعزيز قيم التسامح والعدل والمحبة في منطقة الشرق الأوسط والعالم