الدبدوب الأسمر
بمناسبة الفالنتاين ، اعترف لمن لا يعرفني شخصيا بأنني دبدوب اسمر، فقد تحالفت الوراثة مع الزمن وتآمرت مع معدتي التي تجرش الصخر، أنا الان اخضع نفسي لريجيم قاس يعتمد على تناول الخضروات والفواكه المعصورة فقط لا غير. وقد تخلصت حتى الان من 7 كيلوغرامات فقط لا غير، والطريق امامي بطول 25 كيلو على الأقل لأصل الى الوزن الطبيعي.
وقد قرأت بأن العلماء اكتشفوا الجين الذي يؤدي الى السمنة ، وقلت لنفسي، أنهم اذا استطاعوا السيطرة على ذلك الجين ملعون الوالدين ، فإني سوف اعود الى سمط الفطيرة والمناسف وقلي البيض بالسمن البلدي دون ان اتعرض للتوبيخ من زوجتي وبناتي ، لكن ذلك الخبر، على اهميته ، لم يلفت نظر احد، لذلك ربما يكون مجرد مادة صحفية تشويقية لم تصل لمرحلة النشر في المراجع العلمية بعد.
وكان باحثون بريطانيون قد اعلنوا في وقت سابق (ولاحق) انهم عزلوا هرمونا مسؤولا عن الجوع يرفع بشكل مثير من استهلاك الانسان من الغذاء، مما يزيد من احتمالات التوصل لأساليب علاج جديدة للبدانة والسمنة حسبما افاد العلماء اياهم، الذين يأملون بالسيطرة على الجوع من خلال اساليب علاجية باستهداف هرمون الجوع (جريلين) بأدوية معينة.
يطبل الفرنجة ويزمرون لانهم سوف يستطيعون السيطرة على شهوة الاكل من اجل التخفيف من غلواء البدانة والسمنة، اما نحن ابناء العالم الثالث عشر بعد الالف فان علينا تطوير علاج (او عليهم تطوير علاج لنا) من اجل ان نسيطر على جوعنا ولا نثور ضد الغاصب والديكتاتور، فالجوع يحرك العالم كما يقولون، والسيطرة على غريزة الجوع تمنعنا من الحركة والتمرد والثورة وتجعلنا مجرد كائنات برسم الموت.
لم يكتفوا بان يجعلونا مثل الدجاج.. كائنات تأكل وتموت بل يريدون ان يحولونا الى كائنات تموت جوعا وهي راضية مرضية. يقول دون كيشوت – في رواية سرفانتس العظيمة – لمساعده سانشوبانزا: «لقد ولدت يا سانشو لكي أحيا حتى وأنا اموت، أما انت فقد ولدت لتأكل حتى تموت».
وداعا للماركسية، وداعا لنظرية فائض القيمة، وداعا للحركات الثورية.. وداعا للربيع العربي يا اهلا برفع الأسعار.
…إنها مجرد حبات صغيرة من الدواء وسينتهي كل شيء ونعيش في هدوء وأمان وشبع واطمئنان حتى يجيئنا هادم اللذات ومفرق الحراكات.