الرجم حتى الموت لمستخدمات الفيسبوك!
صيغة واحدة لخبر تناقلته عدة مواقع صحفية، كأنها كلها أخذته من مكان واحد، نسخ ولصق، وهي عادة باتت معروفة في دنيا المواقع الإخبارية، التي تتسابق لسرقة الأخبار ولملمتها من هنا وهناك، ونسبتها لنفسها، يستثنى من هذا الحال البائس عدد محدود جدا من المواقع المحترمة!
الخبر يتحدث عن شابة سورية تدعى «فطوم الجاسم»، نفذت فيها عناصر من تنظيم دولة العراق والشام «داعش» حدّ (الرجم حتى الموت) لأنها تملك حساباً على موقع الـفيسبوك، الخبر مرفق بصورة لفتاة يظهر ظهرها وشعرها، المسرح جيدا، وفي خلفية الصورة حشد من الرجال، غير واضحي الملامح، ويقول إنّ فطوم، وهي من سكان الرّقة ضبطت بالجرم المشهود، وهي تستعمل حسابها الذي تملكه على الـفيسبوك، وأنّ عناصر تنظيم «داعش» أحالت الشابة إلى المحكمة الشرعيّة(!) في الرّقة، و «وُوجهت بالجرم الكبير الذي ارتكبته»، وهو أن لديها حساباً على الـفيسبوك، وحكم القاضي الشرعي ضدها بحكم (الرجم حتى الموت)، لأن الهيئة الشرعية ترى أن الـفيسبوك والتعامل معه، هو نفس (جرم الزنا)، وفقاً لما ذكرته المصادر، أي مصادر؟ لا أدري!!
أجريت عملية بحث مضنية لأعرف مصدر الخبر، فوجدت أنه أحيانا ينسب لمواقع للمعارضة السورية، واحيانا ينسب لمواقع تابعة للنظام، ويبدو أن الخبر مأخوذ عن الفيسبوك، حيث نشره أحد النشطاء، وهو يقول إنه أخذه عن مواقع «جهادية»، وإن الصورة المرفقة ليست صورة الفتاة بل أخذها من فيديو لرجم امرأة، ربما تكون من إيران!
والحقيقة من الصعب التأكد من صحة الخبر، وما إذا كان حقيقيا، أو مدسوسا لتشويه صورة «داعش» التي لا تحتاج لتشويه أكثر، بعدما شاعت الفظائع التي ارتكبتها بحق «رفاق السلاح» من التنظيمات المشابهة في سوريا، ومن قبل في العراق، وبعد أن تبرأت القاعدة نفسها من أفاعيلها، وإن كان ثمة من تعليق على هذا الخبر، فقد لاحظت أن بعض المواقع استعملته للتشبيح على الإسلام كله كدين، كما فعل موقع قبطي مثلا، حين بث خبرا آخر، منسوبا لنفس التنظيم، قال فيه أن «داعش» بعد ما حرق مسلحوها كنيسة الاستقلال في مدينة الأبيض الحدودية في ريف الرقّة الغربي ونهبوها وكسّروا الصلبان فيها، اصدرت «دولة الاسلام في العراق والشام بيانًا شديدًا يحدد أسلوبَ حياة جديدا لسكان المناطق التي يسيطرون عليها ويضم عددا من الممنوعات والمطالب، ومنها: يمنع على الفتاة ارتداء الجينز والكنزة وعليها ارتداء اللباس الإسلامي وهو «العباية» والبرقع ويمنع عليها أيضا التبرّج، ويمنع تدخين السجائر والنرجيلة، إغلاق محال الحلاقة الرجالية ويمنع تقصير الشعر، يمنع وضع الملابس النسائية على واجهات المحال ويجب ان تكون البائعة أنثى، تغلق محال الخياطة النسائية في حال وجود ذكر في المحل.
تزال كل اللافتات والاعلانات التي توضع لمحال التزيين النساء، يجلد 70 جلدة كل من يتداول كلمة «داعش»، اذ عليه ان يقول «الدولة الاسلامية في العراق والشام، يمنع على الشبان تسريح الشعر بحسب القصات الحديثة ووضع اي مادة على الشعر، ويمنع على الشبان ارتداء بنطال الجينز ذي الخصر الساحل، كما تمنع الفتاة من الجلوس على الكرسي!!
ومن المقررات المهمة التي اتخذتها داعش في منطقة الدانة في ريف محافظة ادلب بعدما سيطر عليها: منع التدخين وبيعه والا يحرق محل الباعة وعقوبة المدخن تصل الى الاعدام.
من يقوم بابتزاز المواطنين من سائقي الأجرة تقع عليه عقوبة تتراوح بين قطع اليد أو قطع الرأس لأنه حسب قوانين داعش أعاق مصالح العباد…
ترى..
هل هذه هي الدولة الإسلامية التي يحلم بها ملايين المسلمين، إن صحت نسبة هذا الكلام إلى جماعة «جهادية» تقول: قال الله تعالى وقال الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟
أي كارثة ستحل على رؤوس العباد والبلاد لو تمكنت جماعة كهذه من الحكم، مثل هذه العقلية؟
وكم ستعدم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ اهذا هو الدين الذي نزل على نبي الإسلام؟
حسبنا الله ونعم الوكيل!