عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

توصية بإقرار ميثاق شرف ينظم الجلوة العشائرية

وكالة الناس – دعت فعاليات شعبية وثقافية من مختلف محافظات المملكة اليوم السبت إلى ضرورة الحد من ظاهرة الجلوة العشائرية وآثارها السلبية على المجتمع.

ففي الرمثا أوصى المشاركون بحضور العين السابق الشيخ طلال الماضي في جلسة نقاشية نظمتها المراكز الشبابية في لواء الرمثا بغرفة تجارة الرمثا اليوم السبت بإعادة تفعيل وثيقة الشرف وتطبيقها والتي وقعتها عشائر المملكة في عام 1986، وإنشاء برامج لتوعية الشباب والشابات حول الآثار السلبية للجلوة في الجامعات والمدارس، وتقليص مدة التقاضي وتسريع الإجراءات القانونية.

كما اوصوا بعدم التوسع بتطبيق الجلوة على جميع أفراد عائلة الجاني وأن تنحصر الجلوة العشائرية فقط “بدفتر العائلة” وان لا تتجاوز مدتها العام حيث يلحق ذلك ضررا كبيرا بعشرات الأسر البريئة وادخالها بمتاهات اجتماعية غريبة عليها يصعب عليهم التكيف معها، مطالبين بوضع حد لذلك من خلال الحسم بتطبيق القانون والمواثيق العشائرية التي تم التوقيع عليها.

وقال العين السابق الشيخ طلال الماضي خلال الجلسة أن عشرات الابرياء يدفعون ثمن تصرف وأخطاء شخص غير مسؤول ويتم ترحيلهم إلى جهات خارج منازلهم داخل المحافظة وخارجها تاركين أعمالهم ومصادر رزقهم، ومنهم أطفال ونساء وشيوخ، وأضاف، أن للعشيرة دورا مهما ومركزيا في إصلاح ذات البين والتوفيق بين الناس، لافتا إلى أن العشيرة مؤسسة مجتمعية لها احترامها وتقديرها، وفق أطر مجتمعية، لكن شريطة ألا تتضارب قوانينها مع القضاء.

وقال عضو اللامركزية محمد خير الخزاعلة أن القانون واضح في نصه، اذ يجرم القاتل ويربطها بالفاعل فقط، مبينا انه من غير المنطقي أن تتم معاقبة عائلة الشخص مرتكب الجريمة جماعيا، بتهجيرهم قسريا من بلداتهم، وشددت رئيسة مركز شابات الرمثا روان الزعبي على ضرورة سيادة ثقافة التسامح بالمجتمع الأردني لتقليص آثار الجلوة وخاصة النفسية منها وضرورة التخلص من ازدواجية الشخصية كنمط سلوكي اصبح سائدا في المجتمع، اضافة إلى ضبط المجتمع بقوانين الدولة، نظرا للتحولات الكبيرة التي شهدها الأردن بالسنوات الأخيرة من سيادة القانون وفرض هيبة الدولة والأمن.

وفي محافظة مأدبا اوصى المتحدثون وهم النائب عبد القادر الفشيكات ورئيس بلدية ذيبان عادل الجنادبة ومدير مديرية الشباب بالوكالة معاذ ابوقدورة وعدد من شيوخ ووجهاء المحافظة بضرورة الاسراع في المحاكمة لتهدئة النفوس وان تكون الجلوة على الجد الثالث واعطاء مهلة اسبوع للعد العشائري بناء على دفتر العائلة وأن تقوم السلطة التشريعية بسن قانون جديد للجلوة العشائرية يعالج فيه كافة تشوهات الجلوة الحالية.

وفي الطفيلة، قال شيوخ ووجهاء وأعضاء مجالس الإصلاح، وتجمع عشائر الطفيلة للإصلاح، بحضور مدير الشباب اسامة الخوالدة إن الجلوة العشائرية تشكل عبئاً على المجتمع لما ينجم عنها من مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية تطال جميع أقرباء الجاني، مطالبين بان لا تتعدى الجلوة المسجلين في دفتر العائلة من أشقاء ووالد الجاني، مع الاتفاق على قيمة المبلغ الذي يدفع لأهل المجني عليه والمسمى ” ببعير النوم”.

واكد الشيوخ والوجهاء موفق ابو جفين ومصطفى العوران وجهاد الحجاج وسلامة العجارمة وغالب المحاسنة واياد الحجوج وعاطف المحاسنة، ويحيى الفريجات، ان من ضروريات ودواعي التغيير في الجلوة تغيير نمط الحياة والاستقرار الذي طرأ، على المجتمعات المحلية فيما تبدلت المساكن من بيوت الشعر إلى بيوت الحجر مع ما رافق ذلك من تطورات سواء في الوظائف أو المدارس أو الجامعات بالنسبة للأسر.

واكدوا أن الجلوة تعتبر تشريدا لأناس ليس لهم ذنب سوى صلة القربى بالجاني حيث يتم ترحيل أهل الجاني قسرا إلى منطقة أخرى ومن ثم يبدأ العد لأقارب الجاني الى الوصول الى الجد الثالث. وأوصى المشاركون بالندوة بضرورة عقد لقاء يضم شيوخا ووجهاء محافظات المملكة وباديتها للخروج بإجراءات عمليه تسهم في التخفيف من تبعيات الجلوة العشائرية وأثارها السلبية، والتركيز على دور الإعلام وعقد الندوات والبرامج التوعوية التي تقدم للمجتمعات المحلية بمشاركة الوجهاء والشيوخ في المحافظات.

وفي الزرقاء، أكد المشاركون في الندوة بضرورة عدم تطبيق عقوبة مزدوجة قانونية وعشائرية، واقتصار الجلوة على أقارب الجاني من الدرجة الأولى ممن هم في دفتر العائلة فقط وعدم المساس بالأرواح والممتلكات الخاصة والعامة وتطوير قانون منع الجرائم، كما دعوا إلى إقامة مؤتمر وطني موسع لإعادة صياغة عرف الجلوة بما يتناسب مع تغييرات العصر وتحديد الشيوخ المعتمدين من قبل مستشارية العشائر ووزارة الداخلية وإعادة النظر بالتوقيف الإداري بعد انتهاء مدة المحكومية.

وقال النائب السابق الشيخ اكريم العوضات إن الكثير من الناس يجهلون العطوة والجلوة ، حيث ان العطوة تقتصر فقط على موضوع القتل وقضايا العرض والشرف وهي لا تتم إلا على الأقارب الموجودين في دفتر العائلة فقط، بينما الجلوة لا تعني الرحيل من محافظة إلى محافظة أخرى، فهي كانت تعنى بترحيل أهل الجاني إلى مكان آخر حتى لا يكون هناك مواجهة يومية بين أهل الجاني والمجني عليه.

وأفاد رئيس مجلس محافظة الزرقاء الدكتور أحمد عليمات ان هناك لبسا واضحا باستخدام العطوة التي تعتبر هدنة حتى يتم إجراء معين باتجاه الصلح، وليس على إطلاقها في القضايا والمواضيع كافة، مشيرا الى أنها كانت متبعة حينما كانت العشيرة متماسكة يمثل الفرد الآخر، وأضاف ان العقوبة الجماعية في ظل دولة القانون والمؤسسات أمر مرفوض وغير مقبول ، رغم إيماننا التام بأن العشائر ووجهائها هم صمام الأمان للمجتمع ، لافتا إلى ان العشيرة في إطارها العام تعتبر مؤسسة محترمة لكن العقوبة الجماعية مرفوضة.

وقال مدير مدينة الأمير محمد للشباب عمر العزام الذي أدار الحوار والنقاش في الورشة، إن ظروف العصر الحالي تختلف عن التي كانت سائدة في الماضي ، اذ الناس يقيمون في بيوت ولديهم أطفال يذهبون الى المدارس ومرتبطين بأعمال وأشغال والتزامات كبيرة يصعب معها الاستمرار على هذه العادة “الجلوة العشائرية”.

وقال مدير شباب الزرقاء احمد الحسن ان الهدف من الورشة التي حضرها شيوخ العشائر والقضاة العشائريون والمجالس الأمنية والمحلية وأصحاب الاختصاص والفعاليات الشبابية والرياضية، هو الخروج بمسودة توصيات لتزويد الوزارة بها ليتم بعد ذلك دراستها والخروج بوثيقة وطنية يتم تقديمها لوزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة.