دمشق تسمح للنساء والأطفال بمغادرة حمص المحاصـرة
اعلن المبعوث الاممي والعربي الخاص بالازمة السورية الأخضر الإبراهيمي إن الحكومة السورية وافقت على السماح للنساء والأطفال بمغادرة مناطق محاصرة منذ أكثر من عام بمدينة حمص .وصرح الإبراهيمي للصحفيين «لذا، نأمل أن تتمكن النساء والأطفال اعتبارا من غد من مغادرة المدينة القديمة»، مضيفا أنه يأمل في أن يتمكن المدنيون الآخرون من «المغادرة في وقت قريب بعد ذلك».وأضاف أن الحكومة طلبت من المعارضة منحها قائمة بالسوريين المحتجزين وقد «وافقت المعارضة وسيحاولون جمع القوائم «من المنظمات المختلفة التي يعملون معها.
وفي وقت سابق، قال مصدر إنه سيتم نقل الوفدين السوريين اللذين يمثلان النظام والمعارضة في جنيف إلى غرفتين منفصلتين من أجل إجراء مشاورات مع الإبراهيمي. وقال المصدر بشرط عدم الكشف عن هويته إن قرار فصل الجانبين اتخذ بعد أن فشلا في التوصل لاتفاق بشان القضيتين المتعلقتين بالسجناء وفتح مدن محاصرة امام المساعدات الإنسانية.
و استأنف امس وفدا الحكومة السورية والمعارضة المحادثات المباشرة. وشكلت قضية المعتقلين السوريين في سجون النظام في دمشق محور المفاوضات امس ، فيما سيبحث الجانبان مسالة الادارة الانتقالية اليوم .
وخصصت جلسة التفاوض المشتركة التي انعقدت قبل ظهر امس في قصر الامم برعاية وسيط الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي للبحث في موضوع المعتقلين والمخطوفين في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار2011.
و قدم وفد المعارضة خلال جلسة التفاوض المشتركة قائمة بـ2300 امراة وطفل في سجون النظام السوري، مطالبا بـ «الافراج الفوري» عنهم وبفصل قضية النساء والاطفال عن المعتقلين الآخرين.
وقال عضو وفد المعارضة المفاوض عبيدة نحاس بعد انتهاء الجلسة الصباحية للصحافيين، «بدأنا بطلب الافراج عن عشرات الالاف من المعتقلين في سجون النظام، وبينهم نساء واطفال. يجب فصل موضوع النساء والاطفال عن باقي المعتقلين، لان النساء والاطفال يجب ان يخرجوا فورا».
واوضح نحاس، وهو عضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ان لدى المعارضة «حوالى 47 الف اسم تقريبا اصحابها معتفلون في سجون النظام… يتم التحقق منها بدقة، وهناك اسماء غيرها… اليوم قدمنا قائمة باسماء الف امرأة و1300 طفل، واملنا ان يتم الافراج عنهم فورا». واضاف «ليس من المعقول ان يكون هناك نساء واطفال لا في السجون السورية ولا في اي سجون».
واشار الى ان الوفد تقدم تحديدا بطلب الافراج عن «الدكتورة رانيا محمد العباسي المعتقلة مع اطفالها الستة اصغرهم عمره عامان. لا يعقل ان يكون هؤلاء من الارهابيين». وقال ان «النظام تعامل مع هذا الموضوع بعدائية، وحاول التركيز على قضايا مكافحة الارهاب».واشار الى
«ضغوط دولية تجري خارج قاعة المفاوضات لكي يتجاوب النظام مع هذه المسالة الانسانية».
وتابع «فهمنا ان وفد النظام ليست لديه الصلاحيات الكافية لاتخاذ القرار، لذلك طلبنا منه ان ينقل الطلب الى دمشق ويعود الينا بالجواب».
وبالنسبة للمخطوفين في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، قال نحاس ان وفد المعارضة «قال انه مستعد للبحث عن مخطوفين. واذا كانت هناك امكانية للتفاهم مع الجهات الخاطفة …، يمكن ان يتم ذلك».
من جهة ثانية، قال نحاس ان وفد المعارضة ابلغ الابراهيمي في بداية الجلسة ان «المساعدات لم تدخل الى حمص حتى الآن»، بحسب ما تم الاتفاق عليه في جلسة التفاوض السبت.
وقال «هناك قافلة من 12 شاحنة ما زالت تنتظر اذن دمشق تحديدا. هناك مماطلة من جانب النظام، لكن السيد الابراهيمي عبر عن امله في ان تدخل المساعدات اليوم او غدا».
على صعيد اخر ، قال نحاس ان اجتماعات لاحقة «ستحصل في غرفتين منفصلتين». واوضح ان الابراهيمي «هو من طلب ان يجلس مع كل وفد على حدة لمشاورات تمهيدية للبحث في الموضوع السياسي بدءا من صباح غد»، اي ان «البحث في هيئة الحكم الانتقالي وتطبيق بيان جنيف-1 الصادر في 30 حزيران2012 سيبدأ اليوم».
في المقابل، اكدت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان امس ان لا جدول اعمال للجلسات الجارية برعاية الامم المتحدة وان مواضيع البحث تتقرر تباعا. وقالت شعبان «كل يوم بيومه، لا يوجد جدول اعمال» للمفاوضات.
وعن «هيئة الحكم الانتقالي» التي تقول المعارضة ان المفاوضات ستنتقل الى البحث بها الاثنين، قالت شعبان «سوريا لديها تحفظ ليس فقط على هذه العبارة انما لان هذا الموضوع يطرح في وقت تدمي فيه سوريا وتعاني من ارهاب فظيع».
غير ان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اكد ان «لا احراج» بالنسبة الى الوفد الحكومي في مناقشة مسالة هيئة الحكم الانتقالي، وانه «منفتح» على كل المواضيع.
الى ذلك، أكد دبلوماسي غربي معني بالمفاوضات امس انه « من غيرالممكن ان يكون هناك نظام حكم مركزي في سوريا بعد كل الدمار و القتل الذي قام به بشار الاسد و نظامه منذ نحو ثلاث سنوات حتى اليوم «. وقال الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته «لقد استطلعنا الكثير من آراء السوريين فكانت النتيجة انهم يفضلون حكما لا مركزيا في بلادهم على غرار الكثير من الأنظمة الفيدرالية او الكونفدرالية ، و ان يكون لديهم ديمقراطية تعددية «. نافيا ان يكون كلامه هذا بداية مشروع تقسيم لسوريا الى ولايات طائفية سنية أو شيعية علوية .
على الارض، دارت اشتباكات في معارة الأرتيق بحلب بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة مع تقدم لمقاتلي المعارضة في المنطقة والسيطرة على العديد من المباني. وذكرت مصادر أن مقاتلين معارضين تمكنوا من التقدم في جبهة قرية عزيزة، حيث أعلنوا سيطرتهم الكاملة على قرية الشيخ لطفي والتي تعد المدخل الجنوبي لمدينة حلب. وأوضحت أن المقاتلين صدوا محاولة قوات النظام التقدم في حي الشيخ مقصود وقتلوا عددا من عناصره بالتزامن مع اشتباكات قرب تلة الشيخ يوسف. في سياق متصل ، قالت المصادر إن قوات النظام استهدفت حي كرم القصر بقذائف الهاون بعد سيطرة كتائب مقاتلة عليها وقتل العديد من عناصر النظام في المعارك.
في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جوبر (شرق) ومنطقة بور سعيد في حي القدم (جنوب)».
واوضح ان المعارك في القدم تدور بين قوات نظام الرئيس بشار الاسد وعناصر الدفاع الوطني الموالين لها من جهة، وعناصر من جبهة النصرة الاسلامية من جهة اخرى.
وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، «فارق ستة اشخاص الحياة، بينهم سيدتان وطفل، جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية» في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم، بحسب المرصد.
واوضح المرصد انه بذلك «يرتفع الى 75 عدد الشهداء الذين فارقوا الحياة منذ حزيران 2013، بينهم 24 سيدة واربعة اطفال»، في المخيم الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية احيائه.