عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مدمنون على الهزائم

هناك الكثير من أنواع الإدمان، هناك الإدمان على المخدرات ، أو الكحول أو النيكوتين أو حتى الإدمان على الشوكولاتة. وبما ان هناك ما يسمى بالإدمان ، فهناك ايضا ما يسمى بالمدمنين .

المدمنون إخوة في البحث عن مبررات واهية لتبرير سلوكياتهم التدميرية لذواتهم ، والكثير من القراء يعرفون الحجج التي يسردها المدخنون التي تمنعهم من ترك التدخين ، وبعضهم يعرف حجج المدمنين على الكحول، وقلة منهم قد يعرفون حجج المدمنين على المخدرات بأنواعها.

هناك اساليب متنوعة يعتمدها الأطباء والمرشدون النفسيون والاجتماعيون لمكافحة الإدمان، بعضها يعتمد على هدم الحجج والتبريرات التي  يسردها هؤلاء، ويقوم بتفكيكها، ليضع المدمن عاريا وبلا دفاعيات أمام حقيقة ادمانه.

وكما قلت، فإن المدمنين اخوة في البحث عن المبررات الواهية ، فقد اكتشفت نوعا جديدا من الإدمان ، وهو يخصنا نحن العرب …وهو إدمان جديد لكنه مؤثر وفاعل، ويحفر في شيفرتنا الوراثية محاولا أن يكون – هذا الإدمان – جينا متسيّدا، وليس مجرد مرض.

انه الإدمان على الهزائم …نعم الهزائم ، لدرجة أننا نفرض الأرضية المناسبة لهزائمنا قبل ان ندخل اي معركة …نعم، نحن مدمنو هزائم ، ونستمتع بها بخليط من السادية والمازوشية .

الأنظمة تهزم نفسها بنفسها سواء مع العدو الخارجي أو الداخلي ، المعارضة تهزم نفسها بنفسها امام الأنظمة، الحراكات تهزم نفسها … والجميع يقدم التبريرات الواهية لأسباب هزيمته ، ويبعد ممارساته عن الأسباب الحقيقية ، أو يتهم نظام المؤامرة العالمي الذي يتآمر علينا حتى لا يتحكم الإسلام ولا الماركسية ولا الاشتراكية ولا القومية ولا الليبرالية ولا العشائرية ولا الطائفية  ولا  ولا لالالالا يا الخيزرانة .

هذا المقال محاولة ..مجرد محاولة لدفعنا للاعتراف بأننا مدمنو هزائم ..لأننا من دون الاعتراف بالمشكلة ..سنظل مهزومين الى الأبد.