…والطاحونة مسكرة

على الرغم من أن الأردن مصنف دوليا من اكثر دول العالم فرضا للضرائب – نسبة الى مستوى الدخل- ودرجته العالمية بين الدول الأغلى معيشة ترتفع باستمرار بفضل السياسات  التي تسعى الى ايصالنا الى المرتبة  الأولى في هذا المجال، ناهيك عن تقدمنا لنصل الى الأوائل في نسبة الفساد وانعدام الشفافية، وخلافه.

هذا العام نشهد اتجاها لتحميل الشعب الأردني كافة اخطاء الحكومات السابقة والحالية وتدفيعه كل فلس صرف بغير حق أو سرق أو حتى ضاع، وقد تمت رشوه مجلس الأمة بزيادة مخصصات النواب والأعيان لتمرير هذه القرارات ب(دوشة مفتعلة) لا تصيب . طبعا بدون ترقيع الثقوب التي تتسرب منها اموال الدولة…اموال الناس.

رفع اسعار الكهرباء كانت هدية  للشعب في العام الجديد ، ثم كّرّت المسبحة ، وها هي النية تتجه لرفع اثمان السجائر والمشروبات الكحولية ، وكأن من يستهلكها قادم من الفضاء الخارجي  ، أو أن رفع اسعارها يمنع المدمنين عليها عن تعاطيها!!. والحبل على الجرار طبعا،

والجرار بدّه بيضة ..والبيضة عند الجاجة،  والجاجة بدها قمحة، والقمحة عند الطحان والطاحونة مسكرة فيها ميّة معكرة……. الخ الخ.

أخذ الرجل الخروف للحام ، وبعد المساومة على سعر الذبح، قال للحام:

-اقسم الخروف الى قسمين ،القسم الأول افصل اللحم عنه واقسمه الى قسمين  وافرمه(خشنة وناعمة)، وضع لي العظم في كيسين، واحد لأستخدمه مع الشوربات وواحد لأضعه  تحت ورق الدوالي والكوسا.

ولا تنسى  أن تضع المعلاق والطحال  في كيس منفصل.

-وماذا افعل بالقسم الثاني

-قطّعه للمنسف ، وافصل الأضلاع لعمل الكاستلاليتا، وافرم الليّة لعمل الصاجيات.

-والرأس والأمعاء؟

– نظف الرأس والمصارين الغليظة والرفيعة حتى اعمل منها طبخة كرشات عرمرمية، أما ما في معدة الخروف من طعام ،فاجمعه في كيس لأنني أنوي ان اقوم بتسميد الشجر به. ولا تنسى الأظلاف لأني اريد أن اعمل منها فتة.  أما الجلد فاتركه لي لأني أنوي ارساله الى الدباغ لأعمل منه جاعد.

هنا نظر الخروف الى صاحبه وقال :

-شو رايك اتسجّل صوتي خلال الذبح وتعمل منّه رنة لموبايلك ؟.