عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

رغما عنها.. وعنّا

يقول مثل أحببته، ولا أعرف «بديدته» ولا أصوله العرقية، يقول:-» اذا لم تكن تعلم الى أين أنت ذاهب ، فكل الطرق تؤدي الى هناك». مثل رائع فعلا، لكنه ينطبق على البشر ، ولا ينطبق اطلاقا على المطر.

في مدينتنا قبل عقود، كان المطر احتفالا يبتهج فيه الجميع ، ويتسلل نسغه في أزقة الروح لتعم الفرحة، رغم البرد والجوع والمزاريب ودخان الحطب وانقطاع الكهرباء غير المفاجئ. كان المطر يعني الخير، والخير يعني الحياة والانتصار على الفقر والجوع.

وفي ذات حارتنا ، كنا نسمع اصواتا عالية تعانق السماء الممطرة، صوت من الشمال وآخر من الجنوب وثالث من الشرق ورابع من الغرب وخامس من بيتنا . كانت الأصوات موجهة الى السماء الممطرة، وكان كل صوت يحاول بل يطلب توجيه الغيم والغيث الى المنطقة  التي توجد بها ارضه المزروعة بالقمح أو القطاني ، وكان كل واحد يحاول الصراخ.

بصوت أعلى من الآخرين لتسمعه السماء قبل الآخرين.

ابي كان يصرخ بصوته الجهوري:

– ع التيم  وارعدي.

والتيم هو اسم منطقة حوالي مادبا كنا نمتلك ارضا زراعية فيها .

وكنا نسمح من كافة الاتجاهات:

ع الحدب..وارعدي-

– ع الحنو..وامطري

– ع حنينا….

– عالمقطاع….

– ع الحبيس….

– ع الشريط….

وهكذا….

 ربما  نكون رضعنا حليب المناطقية من ذلك الزمان .

كان الجميع يصرخ بما يريد، وكانت السماء تفعل ما تريد.

كانت الغيوم تسافر أنا شاءت، وكان خراجها يأتي الى الخليفة رغما عنها، وعنا.