عزت الدوري المطلوب رأسه بـ 10 ملايين دولار وحكومة المالكى قتلت 150 ألف بعثى
وكالة الناس –
ما زال الرهان الأمريكى حول إلقاء القبض أو قتل السيد عزة إبراهيم الدورى، أمين عام حزب البعث، وقائد فصائل المقاومة فى العراق، رهانا خاسرا حتى الآن، برغم مرور 10 سنوات على احتلال العراق، وبرغم رصد الإدارة الأمريكية 10 ملايين دولار لمن يساعدها فى إلقاء القبض عليه
رجل العراق الذى يقال له «شيخ المجاهدين» مازال قادرا على حمل السلاح، ومازال أتباع حزب البعث الذى يترأسه مع بقايا جيش العراق من زمن الرئيس الراحل صدام حسين، قادرين على الوجود المؤثر فى معادلة حياة العراق وصراعاته.
هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها الدورى لمطبوعة عربية استطاعت أن تجرى معه حوارا عبر مواقع المقاومة العراقية على الإنترنت، فى ذكرى إعدام الرئيس السابق صدام حسين.
إن الذى يجرى فى العراق اليوم هو صراع شامل وعميق بين شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية ومقاومته الباسلة والمشروع الإيرانى الصفوى فى العراق والأمة، هذا المشروع الخطير المؤيد والمدعوم من قبل الحلف الإمبريالى الصهيونى الغربى والذى يستهدف الأمة برمتها ولا يستثنى قطرا واحدا من أقطارها مبتدأ فى العراق، حيث قدمته أمريكا إلى إيران على طبق من ذهب بعد ما دمرت كل معالم الحياة فيه، حلت جيشه الوطنى العظيم، وقتلت قادته وفرسانه وأبطاله الذين تمكنت منهم ودمرت حياة الآخرين وشردتهم، ضربت وحاصرت قواه الوطنية والقومية والإسلامية وعلى رأسها حزب البعث العربى الاشتراكى.
الذى بين أمريكا وإيران وأوروبا تحالف إستراتيجى طويل المدى وليس تقاربا وليس عمره اليوم، وإنما منذ آلاف السنين.
كما إن احتلال العراق من قبل هذا التحالف الإستراتيجى ومواجهة شعب العراق له وثورته بوجه هذا الحلف الشرير وتحطيم جبروته وما قدم هذا الشعب العظيم من التضحيات قد كشف هذا الحلف على حقيقته، ولم يعد ينطلى اليوم على أحد فى الكون مهما بلغ العدو من أى تضليل وتزوير ومخادعة وكذب، إن هذا التحالف كان معلوما لدينا منذ مجىء الخومينى من باريس إلى إيران فى ظل ما يسمى بالثورة الإسلامية، وما أضفوا عليه من هالة وبهرجة قلنا جاء به ذات الحلف الذى تسألنى عنه اليوم، جاء به الغرب أوروبا وأمريكا والصهيونية العالمية فى إطار تحالف إستراتيجى ضد الأمة .
ما أهداف إسرائيل تجاه العراق والأمة؟ هى إضعاف الأمة وشل قدراتها المادية والمعنوية لكى تبقى فى وطننا فى فلسطين الحبيبة، ولكى تتوسع مع مرور الزمن، وفى ظل غياب الأمة وضعفها وتراجعها حتى تحقق أهدافها الكبرى فى إقامة الدولة اليهودية من الفرات إلى النيل، لذلك فهى تعمل على تجسيد التجزئة القائمة فى الأمة وترسيخ القطرية ثم محاولة تجزئة المجزئ وتحقيق المزيد من التفتيت والتمزيق لوطن الأمة وشعبها وتاريخها، وهذا هو هدف الغرب، عينه منذ ما قبل سايكس بيكو وإلى اليوم وسيبقى إلى يوم القيامة، وما غزو العراق من قبل أمريكا والغرب وتدميره بهذه الطريقة وبهذا الشكل وهذه الكيفية إلا لتحقيق هذا الهدف، والآن صار هذا المشروع مطروحا من قبل أمريكا وأوروبا بشكل علنى وصريح فى العراق، وفى مجموعة كبيرة من أقطار الأمة ودولها، وهو نفسه هدف إيران الفارسية المجوسية منذ آلاف السنين، كلما تتاح لها الفرصة وتواتيها الظروف تغزو الأمة وتحتل أرضها وتستبعد شعبها وتاريخ الصراع العربى الفارسى يشهد على ذلك.
لقد أراد حلف الغزاة الإمبريالى الأمريكى وأوروبا والصهيونية والصفوية الفارسية أن يحققوا هذا الهدف من غزوهم للعراق، لكن الله سلم فثار شعب العراق العظيم، وانتفضت قواه الوطنية والقومية والإسلامية وانطلقت مقاومته الباسلة فحطمت قوى الغزو وأوقفت جميع مشاريعه فى العراق والأمة، وهربت أمريكا من العراق كما قلنا، ولمزيد من الانتقام من شعب العراق سلمته إلى إيران الملالى وإيران الصفوية لكى يستمر القتل والتدمير والتشريد فى شعب العراق، ولكى يمضى المشروع الصفوى فى العراق وفي الأمة لتحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل وإيران معا، خسئوا جميعا سنقاتلهم فى كل الميادين وبكل الوسائل وستنقض أمتنا معنا وسنحرر العراق من براثن الصفوية البغيضة بإذن الله.
إن ما يسميه الإعلام الخارجي وبما فيه الإعلام العربى للأسف احتجاجات هو انتفاضة الشعب العراقى العظيم، وفى كل محافظاته ومدنه من البصرة إلى نينوى، ومن شرقه إلى غربه، ولكن الحصار الإعلامى الدولى والعربى الجائر المطبق على هذه الانتفاضة العارمة، وحملة القتل والبطش والاعتقالات والمطاردات والاغتيالات القائمة ليل نهار أوقفت وحجمت الانتفاضة فى أغلب محافظات الجنوب والفرات الأوسط، وذلك بسبب قوة الضغط والقتل وكثافة الميليشيات الإيرانية الصفوية المرتبطة بأحزاب وأطراف الحلف الصفوى، الذي يقود ويهيمن على العملية السياسية.
إن القوى الوطنية وفى طليعتها البعث فى الجنوب والفرات الأوسط مهددة بالإبادة الشاملة، وبرغم ذلك لازالت المظاهرات والاحتجاجات لم تنقطع فى جميع محافظات الجنوب والفرات الأوسط، ولقد رأيتم قبل فترة خرجت مظاهرة فى كربلاء تهتف بالروح بالدم نفديك يا صدام، للتعبير عن المزيد من التحدى، لكن مع الأسف أن التعتيم الإعلامى المحكم دولياً وعربياً على مقاومة العراق وقواه الوطنية لا يظهر الانتفاضة بحجمها وقوتها وأهدافها وفعلها وأدائها.
إن الانتفاضة باقية ومستمرة وستبقى وهى جزء أساسى من المشروع الوطنى للتحرير والاستقلال، وهى جزء أساسى من المشروع الوطني المواجه للاحتلال الصفوى للعراق.