عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

نزوح 13 ألف عائلة من الفلوجة

وكالة الناس – عاد عناصر شرطة المرور في مدينة الفلوجة العراقية الى شوارعها اليوم الأربعاء، رغم استمرار المسلحين المناهضين للحكومة في السيطرة عليها، في وقت بلغ عدد العائلات النازحة من المدينة اكثر من 13 الف عائلة.

وقال مراسل وكالة فرانس برس ان عناصر شرطة المرور انتشروا عند ست مواقع على الاقل في مركز الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، مشيرا الى ان مسلحين ملثمين ينتشرون في الوقت ذاته عند مداخل المدينة واحيائها الداخلية وقرب الجسور والمقرات الرئيسية فيها.

 

واشار المراسل الى ان السيارات عادت لتجوب شوارع المدينة التي سقطت في ايدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، وفقا لمصادر رسمية، يوم السبت الماضي، في وقت فتحت محال تجارية ابوابها امام الزبائن وفضلت اخرى ابقاءها مغلقة.

 

من جهتهم، قال شهود عيان لفرانس برس ان اشتباكات وقعت فجرا في حيي العسكري (شرق) والشهداء (غرب) على مدى قرابة ساعة من الزمن بعد تعرضهما الى قصف، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

وخسرت القوات الامنية العراقية السبت الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لتتحول من جديد الى معقل للمتمردين المتطرفين بعد الحربين الاميركيتين اللتين هدفتا الى قمع التمرد فيها في 2004.

 

وعززت القوات العراقية الثلاثاء استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة، بعد يومين من قول مسؤول حكومي عراقي لفرانس برس ان “القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة”، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر وسكان الفلوجة الى طرد “الارهابيين” لتجنيب المدينة العملية العسكرية المرتقبة.

 

غير ان المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري استبعد ان تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة “الان”.

 

واضافة الى الفلوجة، سيطر المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة على اجزاء من مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، تمكنت القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر من استعادة بعض منها، الا ان المناطق التي تخضع منذ السبت لسيطرة المسلحين لا تزال خارج سيطرة دولة.

 

وقال ضابط في الشرطة برتبة نقيب ان قوات من الجيش العراقي تدعمها مروحيات خاضت ظهر اليوم اشتباكات مع مسلحين في منطقة الخالدية شرق المدينة.

 

وجاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات قليلة من دعوة المتحدث باسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المعروف اختصارا باسم “داعش” الشيخ محمد العدناني سنة العراق الذين يقاتلون القوات الحكومية الى عدم القاء السلاح.

 

وقال في تسجيل صوتي نشر على مواقع تعنى باخبار الجماعات الجهادية “يا اهل السنة لقد حملتم السلاح مكرهين (…) فاياكم ان تضعوا السلاح فان تضعوه هذه المرة فلتستعبدون لدى الروافض ولن تقوم لكم قائمة بعدها”.

 

وتعد المعارك التي تشهدها محافظة الانبار التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، الاسوأ منذ سنوات كما انها المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي عام 2003.

 

ويشكل خروج مدينة الفلوجة خصوصا عن سلطة الدولة حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الاميركية في العام 2004.

 

وكان الهجوم الاميركي الاول الذي هدف الى اخضاع التمرد السني في المدينة، شهد فشلا ذريعا، ما حول الفلوجة سريعا الى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض امر واقع فيها.

 

وقتل في المعركة الثانية حوالى الفي مدني اضافة الى 140 جنديا اميركيا، في ما وصف بانها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام.

 

وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ اكثر من اسبوع نحو 250 شخصا، بحسب مصادر رسمية، فيما تواصل عشرات العائلات النزوح من هاتين المدينتين بسبب الاشتباكات والقصف والنقص في الوقود والكهرباء.

 

وقد اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي في بيان اليوم ان المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة عليها تسببت في نزوح 13 الف عائلة حتى الان.

 

واوضحت الجمعية في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان “عدد العوائل النازحة من المدينة بلغ اكثر من 13 الف عائلة، نزحت من مدينة الفلوجة الى اطرافها اغلبها يسكن حاليا في المدارس والابنية العامة ولدى الاقارب”.

 

واضاف البيان ان “فرق الاغاثة للهلال الاحمر العراقي استطاعت الدخول الى مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وتوزيع مساعدات غذائية واغاثية على عدد كبير من العوائل رغم الظروف الامنية الصعبة داخل المدينة وخارجها”.

 

وتابع “تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات لاكثر من 8 الاف عائلة خلال الايام الثلاث الماضية في مختلف مناطق محافظة الانبار”.

 

من جهته، اعلن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان اليوم ان الامم المتحدة “تعمل (…) لضمان مرور آمن لوصول المساعدات الإنسانية وامدادات الطوارئ الى الاسر التي تقطعت بها السبل والاسر النازحة، على حد سواء، في محافظة الانبار”.

 

الى ذلك، قتل عشرة اشخاص اغلبهم من عناصر الشرطة في هجمات متفرقة استهدفت بغداد وسامراء (110 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد) وتلعفر (360 كلم شمال بغداد)، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.

ويذكر ان العراق عاش في العام 2013 سنته الاعنف منذ نهاية النزاع الطائفي المباشر في 2008، بعدما تصاعدت اعمال العنف بشكل كبير وخصوصا تلك التي تحمل طابعا مذهبيا.