عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

العسكرتاريا العربية!!

هناك شرط منهجي بقدر ما هو معرفي لأية مقاربة تتناول العسكرتارية العربية كي لا نقع في المحاكاة والتعميم، خصوصاً وان هناك مصطلحات اقتصادية وسياسية استخدمت خلال الحرب الباردة في العالم العربي لمجرد انها مترجمة حرفياً، من طراز البرجوازية الصغيرة والبروليتاريا في بلدان تكاد تخلو من بروليتاري واحد بالمعنى الدقيق، وهو العامل الذي لا يملك غير جسده وساعديه، ورغم ان البرجوازية العقارية التي ورثت الاقطاع كانت في طور النمو وافراز منظومة قيمها ومفاهيمها في العديد من الاقطار العربية، وفي مقدمة الشروط المنهجية لتحليل ظاهرة العسكرتارية العربية العودة الى مرجعياتها وما يسمى مهادها التاريخي بدءا من تشكل أول جيش اسلامي، ومن ثم التحول الذي شهدته هذه العسكرتارية في عهد الخليفة المعتصم.
والشرط الآخر هو قراءة ما كتب عن بناء الجيوش الحديثة بدءاً من تجربة محمد علي باشا في مصر، والتي كرس لها مفكر راحل هو د. أنور عبدالملك مجلدا،ً وكذلك تأسيس الجيشين العراقي والسوري بوجه خاص.. ذلك لأن المفاهيم الاكثر رواجاً حول العسكرتارية قادمة من امريكا اللاتينية بالتحديد ومن بعض الدول الآسيوية كباكستان، حيث تختلف الظروف والحيثيات ويقترن حكم العسكر بالاحتكار ومسلسل الانقلابات، وفي عالمنا العربي ظهر زعماء مدنيون ارتدوا زي الجنرالات رغم ان مرجعياتهم ليست عسكرية ومنهم من قدم نموذجاً لاحتكار السلطة.
فالمسألة اذن ليست خريطة تنقسم تضاريسها الى خطوط مدنية واخرى عسكرية، فثمة عسكر من العرب المعاصرين خاضوا حروب الاستقلال، ومنهم من استمر نفوذه على الحلم العربي بالوحدة حتى الآن مثل الزعيم الراحل عبدالناصر، والعسكر الذين يتحدد موقعهم في الثكنات والابتعاد عن الحراك السياسي، ثمة ظروف استثنائية تستدعيهم، سواء كانت هذه الظروف سياسية كانتشار الفوضى وتهديد الدولة بالتفكك او حتى كوارث طبيعية كالاعاصير والزلازل كما حدث في العديد من دول العالم المدنية.. ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا.
ولا نعلم لماذا تورط العالم العربي بعد اكثر من نصف قرن من استقلال معظم اقطاره بثنائيات متصارعة بحيث يكون الخيار مثلا بين العمامة والخوذة وبين الديني المتشدد والمدني الليبرالي، رغم تحفظنا على استخدام كلمة ليبرالي، لكننا نضطر احيانا لاستخدامها على نحو اجرائي!
وقد تكون الاشكالية الاكثر عرضة للسجال الآن حول العسكرتارية واستدعائها للتدخل في السياسة ما حدث في مصر في الثلاثين من يونيو الماضي، حيث لم يهدأ السجال بعد حول تسمية ما جرى، لكن أطرف ما وصف به الحدث هو الانقلاب الديمقراطي.. وجاء ذلك على لسان اكاديمي بارز في جامعة هارفارد.
حاجة العربي ماسة الى التثقيف بالبعد العسكري لحضارته ودولته وهويته لأن الشائع وحده لا يكفي!!