الفلسطينيون يستقبلون كيري بتظاهرات غاضبة
وكالة الناس –
يتقاطع الفلسطينيون وإسرائيل في استقبالهم لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يلتقي الرئيس محمود عباس اليوم، وسط تظاهرات غاضبة ضد مشروع الإطار المرفوض شعبيا، بينما استبق قادة في الكنيست ووزراء نافذون في حكومة بنيامين نتنياهو وصول كيري بإطلاق بناء مستوطنة في الغور المحتل” ليبقى إسرئيليا الى الأبد”.
واستبق مسؤولون فلسطينيون جولة كيري العاشرة، التي استهلها أمس بلقاء الجانب الإسرائيلي، باعلان فشلها والتحذير من “اتفاق يمنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”، ورفض مقترح إسرائيلي بمبادلة أراض من منطقة المثلث بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، بما يسمح بالتخلص من زهاء 300 ألف مواطن فلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948.
وبموازاة ذلك؛ بدأت الفصائل والفاعليات الشبابية الفلسطينية منذ يوم أمس بتنظيم أنشطة احتجاجية متنوعة عمّت مختلف الأراضي المحتلة، وذلك تزامناً مع زيارة كيري التي يستهدف منها “الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول باتفاق إطار نهائي يتم توقيعه الشهر الجاري”، بحسب المسؤولين.
ومن المقرر، وفق الناشط أحمد أبو رحمة، “خروج مسيرات وتظاهرات جماهيرية متعددة اليوم الجمعة من مختلف الأراضي المحتلة صوبّ مناطق الاحتكاك مع سلطات الاحتلال، لتأكيد رفضها للأفكار التي يقوم كيري بترويجها خلال زيارته الحالية والمناهضة للحقوق الوطنية الفلسطينية”.
وأضاف، لـ”الغد” من فلسطين المحتلة، أن “الأنشطة الفصائلية والشعبية ستستمر حتى يوم غد السبت من خلال تنظيم اعتصام جماهيري تدعو له تلك القوى أمام مقر الرئاسة الفلسطينية في المقاطعة برام الله”.
وأكد “التمسك الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم، ورفض وجود قوات الاحتلال أو قوات أميركية في منطقة الأغوار”.
من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه بأن المقترح الإسرائيلي مجرد “مناورة، حيث لم تعرض الفكرة ولن يقبلها الفلسطينيون أصلا، لرفضهم أي نوع من تبادل السكان في إطار الحديث عن تبادل أجزاء من الأراضي”، مؤكداً أن “من يجب أن يخرج من الأراضي الفلسطينية هم المستوطنون لأنهم خرقوا الشرعية الدولية”.
وقال، في تصريح أمس، إن “دولة فلسطينية لن تقام بدون الأغوار أو القدس، ولن يتم التوصل إلى حل من خلال التلاعب بالترتيب السكاني لدولة فلسطين لأن الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة هو وحده الذي سيقرر مصيره على أرضه في حدود 1967”.
وأوضح أن “الخطوة التي يمكن أن تشكل تقدماً فعلياً في مسار المفاوضات رسم الحدود الكاملة وفق عام 1967، ووضع جدول زمني واضح للانسحاب من جميع أراضي الدولة الفلسطينية خلال فترة وجيزة”.
وأشار إلى أن “الجانب الفلسطيني لن يقبل ورقة عديمة القيمة اسمها اتفاق إطار تحمل مبادئ عامة من أجل التفاوض حولها لاحقاً، حيث تعطي الاحتلال ما لم تمنحه أي أوراق أميركية أو دولية سابقة، وبخاصة فيما يتعلق بمنطقة الأغوار، بينما تقيد السيادة الوطنية الفلسطينية على كامل أراضي الضفة الغربية”.
من جانبه، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد إلى رفض مشروع “اتفاق الإطار” الذي يحاول كيري تسويقه باعتباره مشروعاً غامضاً وغير بناء”.
بدوره، توقع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف “فشل زيارة كيري للمنطقة”، معتبراً أن “الجهود الأميركية التي تبذل من أجل إنجاح المفاوضات وإنقاذها من الفشل تصب في مصلحة الاحتلال وخططه العنصرية على الأرض”.
وحذر من “محاولات كيري للضغط على الجانب الفلسطيني لإخضاعه للشروط والإملاءات الأميركية للقبول بخطط انتقالية، كحل جزئي لقضايا الصراع”، مؤكداً أنها “لن تفلح في ظل تمسك القيادة الفلسطينية بمتطلبات إنجاح المفاوضات واستعادة كافة الحقوق كاملة”.
ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين “الفريق الفلسطيني المفاوض للانسحاب من المفاوضات العبثية والعقيمة التي وصلت إلى طريق مسدود”، في حين اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن زيارة الوزير كيري تستهدف “الضغط على الفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق إطار لن يكون مقبولاً لدى الفلسطينيين”.
وبالتزامن، أقدم وزير الداخلية في حكومة الاحتلال الاسرائيلي غدعون ساعر، يرافقه عدد من الوزراء ونوابهم وأعضاء في الكنيست، أمس، على وضع “حجر أساس” لمستوطنة جديدة في غور الأردن، سيتم ضمها لاحقا لمستوطنة أخرى.
وأعلنوا أن اسرائيل لن “تتنازل” عن غور الأردن، في حين قالت مصادر اسرائيلية، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بدأ في وضع لائحة المستوطنات الصغيرة التي سيضمها للكتل الاستيطانية.
وقال ساعر، “إننا موجودون هنا لنؤكد مسار حدود دولة اسرائيل، فإذا لم نتمسك بمسألة غور الأردن، فإن اسرائيل ستكون من دون عمق استراتيجي”، وتابع يقول، “إن مقولتنا واضحة، وهي أن غور الأردن منطقة اسرائيلية وستبقى اسرائيلية، لأنه حينما كلفنا الآخرين بأمننا فرأينا أي وهم غرقنا فيه”.
اما رئيس الائتلاف الحاكم ياريف لفين، فقال “إننا هنا من قوة حقنا بالبلاد، ومن ثم احتياجات الأمن التي بالإمكان ضمانها من خلال الاستيطان، ونحن هنا من أجل أن نبث رسالة واضحة لرئيس الحكومة بأن لديك ائتلافا متينا يدعو الى الاحتفاظ بغور الأردن”.
وقال نائب وزير الخارجية زئيف إلكين، “إن حدود العام 1967 ستحول حدود اسرائيل الى معسكر أوشفيتس، وعلى حزب الليكود أن يرفض مطلب حدود العام 67”.