فيتامين E يبطئ من أعراض الخرف والزهايمر
يبدو أن هناك أمل لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الخرف والزهايمر بأعراضه الخفيفة، على التصرف بشكل طبيعي لمدة أطول، حيث كشفت دراسة عن فوائد الفيتامين “هـ” في هذا المجال، ودوره الهام في تراجع اعراض هذه الأمراض.
توصلت دراسة تناولت فوائد الفيتامين “هـ” وآثاره على الأشخاص، إلى أن تناول جرعة يومية منه تساعد المرضى الذين يعانون من الخرف.
وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، أو معتدلة، من مرض الزهايمر، أو الخرف، تتراجع حالتهم بصورة أبطأ إذا تناولوا جرعات من فيتامين “هـ” مقارنة بالأشخاص الذين يحصلون على حبوب وهمية.
مساعدة على إنجاز المهام اليومية
كما قال باحثون أميركيون إن المرضى الذين يتناولون جرعات من هذا الفيتامين ستطيعون انجاز إجراءاتهم اليومية بشكل طبيعي لمدة أطول، كما أصبحوا أقل حاجة إلى مساعدة الآخرين.
وأجريت الدراسة على 613 شخصًا يعانون من أعراض تتراوح بين الخفيفة والمعتدلة من مرض الزهايمر أو الخرف.، حيث أعطي هؤلاء الأشخاص جرعة يومية من فيتامين “هـ”، أو عقار لعلاج الخرف يسمى “ميمانتاين”، أو مزيج من فيتامين “هـ” وعقار “ميمانتاين”، أو العلاج المموه (بلاسيبو).
وتمت مراقبة التغيرات التي طرأت على قدرة هؤلاء المرضى على تنفيذ المهام اليومية العادية التي يقوم بها الجميع – مثل الاستحمام أو ارتداء الملابس – على مدى نحو عامين.
وقال الدكتور دوغ براون، مدير قسم البحث والتطوير بجمعية الألزيمر، في تعليقه على تلك الدراسة، إن العلاج الذي يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الخرف في تنفيذ هذه المهام، يمكن أن يساعدهم أيضا على العيش بشكل جيد أطول فترة ممكنة.
وأشار براون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة إن كان فيتامين “هـ” مفيدًا حقًا للأشخاص الذين يعانون من الخرف، وإن كان الإقدام على تناول هذه الجرعة الكبيرة يوميًا آمنا أم لا.
كما توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعات من فيتامين “هـ” (المعروف أيضا باسم ألفا-توكوفيرول) أصبحوا بحاجة أقل لمساعدة مقدمي الرعاية، بحسب الدراسة.
وتراجعت حالة لأشخاص الذين تناولوا فيتامين “هـ” بصورة أبطأ من المرضى الذين تناولوا عقاقير العلاج المموه، إذ انخفض المعدل السنوي لتراجع الحالة بنسبة 19 في المئة.
نتائجه
وقال فريق طبي بقيادة الدكتور موريس دايسكن من هيئة الرعاية الصحية في مينيبوليس “تشير النتائج إلى أن ألفا- توكوفيرول مفيد للمرضى الذين يعانون من أعراض تترواح بين الخفيفة والمعتدلة من مرض الزهايمر، إذ يعمل على إبطاء التدهور الوظيفي ويحد من عبء الرعاية”.
استشارة الطبيب ضرورية
وقال الدكتور براون: “من الأهمية أن يستشير الشخص الطبيب قبل تناول المكملات الغذائية، ففي هذه الحالة، كانت جرعة فيتامين “هـ” التي حصل عليها المشاركون في الدراسة أعلى بكثير من الجرعة اليومية التي ينصح بها ووصلت لمستوى كان من الممكن أن يكون ضارًا بشكل ملحوظ بالنسبة للبعض”.
وقال الدكتور اريك كارين، مدير الأبحاث في مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، إن فيتامين “هـ” قد يؤدي الى إبطاء بسيط في تراجع حالة المرضى الذين يعانون من أعراض تتراوح بين الخفيفة والمعتدلة من المرض، ولكن دون وجود تأثير على الذاكرة ومهارات التفكير، وذلك حسب ما اشارت اليه التجربة”.
وأضاف كارين إلى أنه من السابق لآوانه التوصية بتناول فيتامين “هـ” كعلاج، قائلا “حتى تتأكد النتائج المستخلصة من هذه التجربة، لا يمكننا تشجيع الناس على تناول جرعات عالية من فيتامين “هـ” في محاولة لمنع أو علاج مرض الزهايمر”.
واختتم كارين موافقا الدكتور براون “يجب استشارة الطبيب إذا كان هناك قلق من تناول فيتامين أو غذاء معين”.