عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

كلام حساس للبخيت

القراءة السياسية الحساسة التي قدمها رئيس الحكومة الأسبق الدكتور معروف البخيت، بشأن الملف السوري، قراءة مهمة جدا، لكونها تأتي من شخصية لديها قدرة استراتيجية كبيرة في تحليل الواقع السياسي، واستبصار المستقبل.

في الجامعة الاردنية، وفي محاضرة له البارحة يرى البخيت ان الاردن يواجه ثلاثة تحديات بشأن الازمة السورية،اولها، قيام دول محورية بالمنطقة بالعمل على فرض رؤيتها على الأردن فيما يخصّ موقفها من الأزمة السورية، أما الثاني فهو، التعارض بين الموقفين الأميركي والسعودي في حل الأزمة السورية؛ ما يضع الأردن بين قطبي ضغط أميركي – سعودي، والثالث، دخول إسرائيل على خط الأزمة بشكل واضح بعد التفاهم الأميركي الإيراني. ويبدو أن هذا الاندفاع الإسرائيلي ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة من مواجهة إسرائيلية إيرانية قد تطول.

يرى العين معروف البخيت فعليا ان الاردن امام توقيت فاصل بشأن تأثيرات الازمة السورية عليه، فهو قد يجد نفسه في توقيت ما، امام حالة طوارئ اذا انفجرت الاوضاع في المنطقة على خلفية الازمة السورية، وهو في ذات الوقت ومن ناحية سياسية يعتقد ان كل اطراف الازمة السورية تفهمت وضع الاردن الحالي وموقفه، غير ان التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 تفرض على الاردن الاستعداد جيدا لقطف مكاسب ماقبل الاتفاق النهائي.

البخيت واذ يستعرض هذه التحديات الثلاثة، والسيناريوهات المحتملة، لاينسى ان يذكر بأن الازمة السورية ستأخذ المنطقة الى تسوية اقليمية ودولية. في كل الحالات فإن التسوية الاقليمية والدولية التي يتكلم عنها البخيت، سواء تمت لاسباب سياسية ام نتاج مواجهات عسكرية، فإن التساؤلات تتراكم هنا في عمان حول الذي سيفعله الأردن استعدادا لهذه المرحلة التي ترتسم في الأفق وفقا لمؤشرات كثيرة؟!.

الأردن يمر بأصعب ظروفه اقتصاديا، وسياسيا يواجه ملفات ضاغطة على الصعيد السوري والمصري والفلسطيني،اي كل دول الجوار، فوق مايجري سرا او علنا على صعيد التفاوض الإسرائيلي الفلسطيني، وهذه خاصرة ضاغطة بشدة وبشكل منفرد.

العام المقبل الذي يبدأ غدا، سيكون عاما حاسما لوجه المنطقة عموما، ووسط مركزه يقع الاردن بكل تعقيدات ظرفه وثقل ملفات جواره، وماخفي في غامض التخطيط له.

اهم مافي قراءة البخيت لتحديات الازمة السورية وتأثيرها على الاردن، ان القراءة لم تحوصل تأثيرات الازمة السورية باعتبارها ازمة جوار ولاجئين وحدود فقط، اذ انها اقرت ضمنيا وهذا صحيح انها ازمة بدأت محلية في مدينة درعا دون خطر بالغ، ثم امتدت لتصبح ازمة سورية اقليمية دولية، وهذا يعني ان قراءة الاردن لتداعيات الازمة يجب ان تكون عميقة جدا، حول مستقبله وبنيانه واصطفافه.