عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

هيئة مكافحة الدهون

في كل مراجعة إلى أخصائية الباطنية والغدد الصماء..أسمع نفس اللوم وأتلقى ذات النصائح.. أجلس بنفس الطريقة المؤدّبة ، وأهزّ رأسي موافقاً على كل ما تقوله حول صحتي وفحوصاتي “المخزية”.. وبصراحة أمارس بعض الكذب عليها لأنجو من عبارات التأنيب الثقيلة،  أو لأتلافى رفع جرعات الدواء الذي ستصرفه لي حتى موعد المراجعة القادم بعد شهرين…

 

تسألني: بتوخذ دواك بانتظام…

 

 

    • انا: نعم  بانتظام!.

 

    • الطبيبة: أكيد؟

 

    • أنا: ملتزم فيه بالثانية والدقيقة…ما بضيّع شي..مع أني في الواقع إما أن أنسى نصفه أو “أتعاجز” من تناوله سيما وأنا في وضعية التكويع الدائم!!.

 

    • الطبيبة: بتلعب رياضة؟

 

    • أنا : تقريباً كل يوم ساعة!…مع أن آخر “فطبول” قمت بركله كان في شهر شباط عام 1993م..

 

    • الطبيبة: غريب ليش الدهون مش نازلة!!.

 

    • أنا: بيجوز وراثة..

 

 

 

 

فتعيد كتابة نفس العلاجات وبجرعات أعلى…

 

 

 

في المراجعة التي تمّت في شهر تشرين أول الماضي..كانت نتائجي سيئة للغاية رغم الحمية القاسية التي كنت أمارسها ..الدهون الثلاثية “بالعلالي”…الكوليسترول “فوق النخل”..وظائف الكلى “تلولحي يا دالية”…الضغط ” 90 على 50″..السكري “فوق النخل”..”الدهون الحميدة “منخفضة..الصوديوم “بيروج ما بيقع”..البوتاسيوم “زي بوتاسنا” سلامة تسلمك..عندها حذّرتني الدكتورة أنه اذا استمرت النتائج على نفس المعدّل فإن “الجلطة” زمانها جاية ..جاية بعد شوية ..

 

 

 

في الشهرين الماضيين لم ألتزم بشيء على الإطلاق..مع الشتوية “فرطت الحمية” تماماً فتدلّع الكرش..مقدوس على لبنة مدحبرة..على زيت زيتون السنة، على زيتون أسود …على مكمورة على بيض سلق وعيون..هريسة بالفستق هريسة بالقرفة…سحلب..ودبس مع طحينة..وأصابع زينب..وفوق ذلك لم أغادر “تربيعتي” في غرفة أمي…

 

قمت الأسبوع الماضي بعمل فحوصات جديدة ..الدهون الثلاثية بانخفاض ملحوظ…الكوليسترول “عاقل”..وظائف الكلى ممتازة..الضغط بنفس المعدّل السابق..السكري ممتاز..الدهون الحميدة بارتفاع..الصوديوم والبوتاسيوم ضمن الطبيعي..اندهشت الطبيبة من النتائج…وصاحت “برافو”..ظلّك على نفس الحمية…ولسان حالي يقول “اللي بدري بدري..”.!!.

 

 

 

وأنا أقرأ النتائج قراءة متأنية بيني وبين نفسي اكتشفت ان الوطن يشبه إلى حد بعيد الجسد..كلما زادت “الحمية الاقتصادية”..وزادت جرعات “منظومات النزاهة”وعيارات “مكافحة الفساد”..كلما زاد الفساد..وكلما ترك الوضع “ع السبهللة”..بقي الفساد ضمن معدلاته الطبيعية..

 

بمعنى آخر ..تحّمينا ما تحّمينا…كافحنا ما كافحنا..كله زي بعضه..

 

 

 

وغطيني يا كرمة العلي بــ”روشيته”!!