عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

نواب الرئيس والعمداء : سددوا وقاربوا !!

منذ سنوات عديدة ، لم يبعث لي  الصديق الدكتور محمد الشريفين بملاحظاته حول واقع الجامعات في بلدنا، اعرف السبب بالتأكيد،فالرجل آثر الانسحاب من هذا الواجب بعد ان دفع الثمن وانتهت به الاقدار الى التدريس باحدى الجامعات العربية المجاورة، وحين عاد ظل صامتا لوقت طويل ، سألته  مؤخرا عن انطباعاته فقال لي : قررت ان اتفرغ لكتابة ابحاثي ،فلقد تعبت من المقارعة .

اتفهم بالطبع (حالة) الدكتور الشريفين وغيره من اخواننا الغيورين على تصحيح مسار العمل الجامعي والاكاديمي،لكن كثيرا من المسؤولين في بلادنا لا يعجبهم (النقد) ولا يقبلون من يدلهم على اخطائهم لانهم يتصورون بانهم الادرى والاحرص -دائما-  ويعتقدون ان  اي انتقاد  يوجه لهم  يجرحهم شخصيا مع ان النقد في الاساس يتعلق  باعمالهم وانجازاتهم -البشرية-  المعرضة للخطا والصواب،وقد قيل قديما:(رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي ).

قبل ايام وصلتني من د. الشريفين مقاله حول تعيين نواب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات فيها، وهي لا تتعلق بجامعة محددة وانما بنهج عام استقر في معظم جامعاتنا،فادركت ان الرجل قطع عزلته  الاكاديمية المؤقتة وقرر ان يعود للمداخلة في الهم العام ، وهو ما كنت اتمناه وادعو اليه اخواننا الاكاديميين وغيرهم  من القادرين على المشاركة في النقاش العام حول مختلف قضايا مجتمعنا ونوازله.

استأذن القارىء الكريم بنشر المقالة ،فهي تضعنا امام جزء من المشكلة التي تعاني منها جامعاتنا ،خاصة في الوقت التي ترتفع فيها الاصوات بضرورة مراجعة الحقل التعليمي عامة وواقع  جامعاتنا وادائها ودورها التنويري  بشكل خاص .

يقول د.الشريفين: سينحصر حديثي في القيادات الجامعية من الدرجة الثانية، وهم: نواب الرئيس، والدرجة الثالثة: وهم، العمداء؛ وذلك لأهمية هذه الشريحة في نهضة الجامعات، ولأنهم حلقة الوصل بين المكونات الأخرى للجامعة وبين إدارة الجامعة، وكذلك للغفلة الحاصلة في التركيز على هذه الشريحة عند وجود الخلل.

بشكل متكرر نجد أن رئيس الجامعة بالتشارك مع مجلس الأمناء، يعمدون  إلى تغيير بعض المسؤولين من الطبقة الثانية والثالثة ، وذلك في حالتين، الأولى: انتهاء المدة القانونية، والثانية: وجود الخلل.

إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أصحاب هاتين الطبقتين  يصنفون على أنهم من حماة القيم؛ لزم أن يراعي التغيير تلك المعايير التي ينشدها رعاة القيم، وأبرزها أن يكون الشخص الذي يقع عليه الاختيار يتمتع: بالمهنية والأمانة، وإذا ما تم الاختيار على هذين الأساسين فإن المأمول هو: السير بالجامعة الى الأمام.

إذا ما نظرنا إلى واقع جامعاتنا بشكل عام فإن السير إلى الخلف هو الواقع، بالرغم من التغيرات المتكررة، ولسائل أن يسأل: لماذا لا تؤثر الدماء الجديدة ايجابا؟ أهي جديدة وصالحة حقا ؟ من المسؤول عن ضخها ، وعلى اي اسس تم  ضخها؟

أورد هنا بعض الملاحظات التي أرى أنها حرية بالحوار والمناقشة، ولا أعمم، وغاية سعيي التصحيح لا التشريح، وأتوسل لأصحاب العطوفة من رؤساء جامعات ومجالس أمناء، أتوسل اليهم بالله العظيم، أن يضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم، وأن يكونوا عونا للوطن لا وبالا عليه، والملاحظات هي:

الملاحظة الأول: عرفنا كثيرا من أصحاب العطوفة رؤساء جامعات واعضاء مجالس أمناء، يدورون بما استأمنهم الله عليه بين الناس يلتمسون الغنم، ويبغون النفع، وتكون النتيجة اختيارات غير موفقة، وتعميق للأزمة، وسير بالجامعات إلى الوراء، وهنا اقترح أن يُسأل المزكِي أو المزكون في حال فشل المزَكى، وأرى أنه في حال فشل المسؤول، فإن المسؤول الأول عن فشله هم أولئك الرهط الذين زكوه،إن سوء الاختيار هنا من قضايا الفساد الإداري التي تكلف الدولة أكثر من قضايا الفساد المباشرة.

أقترح هنا على أصحاب العطوفة من رؤساء جامعات وأعضاء مجالس أمناء، أن يراعوا في الاختيار الأسس التي من شأنها الارتقاء بالجامعة، وأن يجلسوا مع من وقع عليهم الاختيار جلسة مصارحة ومناصحة، يركزون فيها على ضرورة الارتقاء، وعلى المسؤولية الأخلاقية عن الخلل في حال حدوثه.

الملاحظة الثانية: يلاحظ على أصحاب الطبقة الثانية والثالثة، وخاصة في الفترة الأولى، يعمدون إلى التجربة بدل اللجوء الى أصحاب الخبرة، فتجد هؤلاء يجربون..؟؟؟ يتعلمون…؟؟؟، ويكثرون من الحديث عن التعليمات والقوانين وبشكل مزعج، ولذلك فهم يصبحون عالة على الجامعة، ونجد أن الحالة المعيارية الوحيدة التي يتمسكون بها امجادهم الشخصية، وفوق ذلك فهو يكسون سوء أفعالهم بكساء الدين أو الوطنية وكأنهم  وحدهم حراس لهذه القيم وغيرهم لا علاقة لهم بها.

الملاحظة الثالثة: أن هؤلاء يطلِّقون طلاقا بائنا الحياة السابقة لهم، ينسون أنهم كانوا طلابا وكانوا يعانون، ينسون أنهم كانوا أعضاء هيئة تدريسية وكانوا يعانون، ينسون أنهم كانوا ينادون بالحرب على الشللية والواسطة والمحسوبية، وتراهم اذا ما تحدثوا استثقلوا المسؤولية وذموها وهم ممسكون بتلابيبها امساك المغشي عليه من الموت .

الملاحظة الرابعة: التعليمات الجديده، حيث يلاحظ على هؤلاء أنهم يغرقون الهيئتين التدريسية والإدارية، والطلاب بالتعليمات الجديدة، وغالبا ما تكون انتقامية من الهيئتين التدريسية والادارية، والطلاب، وكأنهم يعملون بمعكوس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يسروا ولا تعسروا”، “عسروا ولا تيسروا”.

الملاحظة الأخيرة: ترى اصحاب هاتين الطبقتين لا يقنعون بما أوتوا، وترى اعينهم شاخصة على المنصب الذي فوقهم، وينطبق عليهم المثل العربي المقال في الجمل” بيوكل بالشبرقه وعينه على اختها”.

القادة الجدد من أصحاب العطوفة ومن عينوهم، أذكركم  بأنكم إن لم تقدروا على التطوير فإن كف الأذى صدقة، مرة أخرى لا أعمم، وديننا الحنيف نصيحة، أسأل الله التوفيق للجميع، قال تعالى:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).