حصاد ثلجي أردني
رغم تأثيراته الجانبية، فقد كان للربيع العربي تأثير إيجابي على ازدياد خفة الدم (نسميها نغاشة)، وتحديدا عند الشعب الأردني المعروف عالميا بأنه اكثر الشعوب العربية تكشيرا وجدية.
لعل ذلك يرجع أولا الى ازدياد حدة الفقر والمعاناة نتيجة السياسات الهوجاء والفساد المستشري، وثانيا يرجع الى أن الربيع العربي كسر حاجز الخوف والرهبة من المسؤولين، وألغى هذه الهالات المزيفة التي كان يرسمها المسؤولون حول أنفسهم، وتبين أنهم مجموعات من الفاسدين أو الوصوليين، أو غير المؤهلين على الأقل.
سبب ثالث لتزايد نغاشة الأدنيين ، على شكل متوالية هندسية، هو أن انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المجانية ، كسرت احتكار الكتاب التقليديين لوسائل النشر التقليدية ، وانفلت الناس يعبرون عما في دواخلهم من نقد ساخر يحاولون فيه حرمان الشرائح الاجتماعية المتسيدة من متعة الانتصار على الشعب.
ويستعمل الناس سلاح السخرية ايضا بصفته خط الدفاع الأخير عن كرامة الأنسان، وسلاح الضعيف في مواجهة القوي لحين نضوج قوى الشعب الحية والفاعلة للدفاع عن مقدرات الناس وكرامتهم. وبشكل مؤقت يستخدمون السخرية على شكل مانعة صواعق فتجعل الإنسان يصمد نفسيا ولا يصاب بالجنون والإحباط والفصام وكافة الأمراض النفسية المعروفة وغير المعروفة.
نرجع لموضوعنا ، فقد تعرض الأردن الأسبوع الماضي الى عاصفة ثلجية قوية قادمة من روسيا ، سماها علماء الرصد (أليكسا)، على عادتهم في منح العواصف والأعاصير اسماء انثوية لطيفة ، ولا نعرف هل هذا احترام للأنثى أم تحقير لها.
عطلت العاصفة اليكسا الأردن لأربعة أيام على الأقل، اضافة الى ايام اخرى منعت الأردنيين من الخروج من البيوت بعد العاصفة بسبب الانجماد. هذا وقد بقي الأردنيون في البيوت بدون دوام طيلة هذا الوقت.
واثبتت الحكومة بأجهزتها المتنوعة، بالإضافة الى أمانة عمان الكبرى، بأنها فاشلة بامتياز في مواجهة الأحوال الجوية الصعبة ، وانقطعت الكهرباء عن معظم مناطق المملكة، وما تزال مقطوعة حتى الان عن الكثير من المناطق، مما اضطر الدولة الى انزال الجيش الى الشوارع لمساعدة الناس وفتح الطرق وارسال المؤن للمقطوعين .
وهذه مجموعة من النكات القفشات الأردنية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال العاصفة. أثبّتها هنا ،ليس للتسلية فحسب، بل للتاريخ والتأريخ:
– هذه لم تعد عطلة.. هذه اصبحت شهر عسل..
– كل شيء انكمش في البرد ،عدا الكرش ، فقد توسع باستمرار.
– مع أمانة عمان.. مش ح تقدر تطلع ع الشارع.
– بكرة بذوب الثلج. وببان الكرش.
-تراكم الثلوج…أم تراكم دهون؟.
– فتحت باب الثلاجة فصرخت علبة اللبنة:- اغلق الباب فالبرد شديد في الخارج.
– دعوة الأمهات تحولت الى : – روحوا…. الله ايدفّيكو.
– صبية من اهالي محافظة الزرقاء التي لم يصلها الثلج كتبت على موقعها:- اصلا..فيه عندنا ثلج بالفريزر.
– ذات الصبية الزرقاوية كتبت: – احنا صبايا الزرقاء ما بنحكي مع ناس عندهم ثلج.
– عمّان لبست ثوبها الأبيض، والزرقاء تتجول بالمايوه.
-اليكسا..هي الروسية الوحيدة التي جعلت الشاب الأردني يلبس أكثر وأكثر وأكثر.
– عدد سكان الأردن سوف يزداد كثيرا بعد 9 اشهر( بسبب بقاء الرجال في البيوت).