على ذمّة الحكاية
من بداية تاريخ الإمبراطورية العربية ظهرت عدة أنواع من المعارضة. أحد أنواع هذه المعارضة استلم قيادتها عقلاء المجانين ومجانين العقلاء الذين كانوا يوصلون الفكرة بالحكاية والترميز، وسوف أحاول هنا أن أنظم الى هذا النوع من المعارضة التي تحترم عقل القارئ وتشاركه في العملية الإبداعية .
(1)
كان الباص ينزل مسرعا بينما رجل يركض الى جانبه ويحاول الصعود اليه، ومع أنه كان يفشل في محاولاته تلك، الا أن ذلك لم يثنه عن المحاولة الدائبة .
ركاب الباص كانوا ينظرون اليه ويبتسمون ويسخرون من محاولاته، لكن الرجل كان يستمر في محاولة الصعود الى الباص. أخيرا نظر اليهم وقال :
– اسخروا كما تشاؤون ..لكنكم ستبكون دما بعد قليل، عندما تدركون انني أنا سائق الباص الذي تركبونه.
(2)
وقفت مجموعة من الأنذال تتباهى بدرجة نذالتها، وبعد التصفيات النهائية تنافس على كأس النذالة الأكبر اثنان منهم.
أحاطهم الأنذال من كل مكان ينتظرون الفائز في المباراة الأخيرة .
نظر النذل الأول إلى منافسه وقال له:
– سأثبت لك إني الأكثر نذالة في العالم ،وفي كل العصور .
فقال الآخر:
– سأثبت لك إني الأكثر نذالة في العالم بلا منازع .
نظر الأول وإذا بعجوز قادمة من بعيد تتكئ على عصاها، فتركها إلى ان اقتربت منه، فاختطف منها العصا وشرع يضربها بها لهدا وصفعا وفنعا، حتى تكسرت العصا على جسدها فانهارت على الأرض بلا حراك.
ثم بصق عليها، ونظر إلى جمهور الأنذال، الذين صفقوا له طويلا، وكادوا ان يسلموه كأس النذالة الأكبر ، لولا ان صرخ بهم منافسه وقال:
– سأثبت لكم إنني أكثر نذالة منكم ومنه بكثير !!
– وهل تستطيع ان تقوم بعمل أكثر نذالة من هذا العمل … هذا مستحيل!!
– لقد قمت بعمل أكثر نذالة لتوي.
– لم نرك تفعل شيئا.. كنت فقط تبتسم… وهو يضرب بالعجوز.
– لكن هل تعرفون من هي العجوز التي ضربها؟؟
– لا … ولا يهمنا ذلك!!
– إنها أمي …….!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!