0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

من برّه هالله هالله..

قد يدهشك المنظر الخارجي بكل تفاصيله؛الفستان من “Louis Vouitton”..الجاكيت من”Tracey Boyd” ..البودي من “رالف لورين “..الشنطة من “دولتشي اند جابانا”..الحذاء من “براين آتوود”..الساعة  من “قوتشي”..المجوهرات من GUESS””..المكياج من مجموعة “ماك”..مزيل عرق “جيفنشي”..عطر من “شانيل”..النظارة الشمسية من “ديور”..لكن عند الجوارب تجدها “ام 3 بليرة”..باختصار لأن أحداً لا يهتم بالنية التحتية .

 

المدن العربية كلها بلا استثناء تشبه بعض سيدات المجتمع المخملي من برّه هالله هالله ومن جوا يعلم الله..تنسيق وتخطيط ،ترتيب ، اتيكيت،  نظافة ،”تكتكة”، تنظيم مروري ، أبراج شاهقة ،ناطحات سحاب ..لكن من أول منخفض جوي وبمجرّد نزول أمطار عادية او موسمية حتى تغرق المدن بسبب غياب الشبكة الحقيقية للصرف الصحي ..ببساطة لأن الجميع يهتم بالمنظر الخارجي ولا أحد يهتم بالبنية التحتية..تماماً مثل مثال “الجوارب” للباحثات عن “شهقات الإعجاب في المثال السابق..

 

في بريطانيا عُمل نظام صرف صحي منذ عام 1860على يد العظيم “جوزيف بازلقيت” حيث أصبحت “مجاري لندن” واحدة من العجائب الصناعية السبع في العالم، فقد صمّم هذا الرجل الوطني العبقري شبكة متكاملة  قبل 153 عاماً وفي نيته وحساباته الهندسية ان تكون صالحة لمدة خمسمئة سنة على الأقل آخذا بعين الاعتبار التكاثر السكاني والزيادة الطبيعية وزيادة الأوزان واستهلاك الصرف بسبب سهولة الحياة القادمة ،حساباته لم تخيّب ظنّه ، فحتى اللحظة لندن في الشتاء  كما هي لندن في الصيف ، نظيفة جافة دافئة مثل جفن العين..

 

ترى كم تدفع الدول العربية على الزينة وجماليات تصميم المدن والجمال العمراني وبالمقابل هل تقوم بالإنفاق على البنى التحتية تماماً كما تنفق على البنى الفوقية التي تتنافس فيما بينها لحصد “شهقات الإعجاب”..كم وزير بلديات..كم بلدية ..وأمانة…وعمدة عاصمة ..انجازه الوحيد انه جاء بمكرمة وغادر بتكريم..لكنه لم ينجز شيئاً..

 

نحن بأمس الحاجة إلى شخص واحد في كل دولة عربية مثل “جوزيف بازلقت”..يفكر للقادمين بنفس الحماس والأمانة التي يفكّر فيها للحاضرين…

 

فوطن الغد هو نفسه وطن اليوم..

 

*شكر وتقدير: اشكر محرك البحث جوجل على تغشيشي كل الماركات العالمية المذكورة أعلاه..