مجزرة بريف حلب والمعارضة تتقدم في دمشق وحماة
نفذت قوات النظام السوري احدث مجازرها امس في حلب، حيث عمدت الى قصف مدينة الباب بريف حلب بـ» البراميل المتفجرة» من الطيران الحربي، مستهدفة منازل المدنيين والسوق التجاري في المدينة ما اسفر عن مقتل 12 شخصا على الاقل الى جانب عشرات الجرحى.
بالموازاة،اتهم الائتلاف الوطني المعارض النظام السوري بارتكاب مجزرة جديدة في مزارع مدينة دير عطية بمنطقة القلمون بريف دمشق بعد اقتحامها. وأكد الائتلاف في بيان أن» 35 شخصاً راحوا ضحية تلك المجزرة»، واشار البيان إلى» احتجاز نحو30 عائلة وأكثر من 150 فرداً منذ أكثر من أربعة أيام في أقبية مبان قرب ثكنة الكيمياء العسكرية في النبك بالقلمون بريف العاصمة دمشق». وطالب الائتلاف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بـ»توجيه إنذار عاجل إلى نظام الأسد لإطلاق سراح العائلات المحتجزة في النبك، معبرا عن تخوفه من مجزرة أخرى قد تقع هناك أو من استخدام المحتجزين دروعاً بشرية».
وحول سير العمليات العسكرية، أعلنت كتائب معارضة امس أنها سيطرت على قريتين بريف حماة وأسقطت طائرة حربية. وقالت «قوات المغاوير» إنها سيطرت مع فصائل أخرى مشاركة في معركة «قادمون يا حمص» على قريتي عصافرة وعرشونة في ريف حماة الشرقي، بعد معارك استمرت عدة ساعات. وأضافت أن مقاتلي المعارضة أسقطوا بـ»صاروخ كوبرا» طائرة حربية كانت تقوم بالتغطية على القوات النظامية أثناء انسحابها من أرض المعركة.
وقال الناطق العسكري صهيب العلي لقوات المغاوير أن الفصائل المشاركة، ومنها كتائب الفاروق وألوية الفاتح ولواء التوحيد وفوج الفاتحين، بدأت العملية في قريتي عصافرة وعرشونة الجمعة ، في حين أن معركة قادمون بدأت قبل ثلاثة أشهر لفك الحصار عن مدينة حمص المحاصرة، وتم خلالها حتى الآن السيطرة على 35 قرية.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة سيطروا على حاجز «سيرياتيل» ببادية شاعر في ريف حماة بعد اشتباكات خسروا فيها 11 مقاتلا، في حين قتل 16 من الجنود النظاميين.
من جهة ثانية، تمكن مقاتلو المعارضة من دخول بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق مجددا امس وتدور اشتباكات عنيفة على اطرافها بينهم وبين القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان «اشتباكات عنيفة تدور بين كتائب مقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة والقوات النظامية من جهة اخرى في معلولا التي دخلتها الكتائب وتحاول السيطرة عليها». ومن الواضح ان المعارضة المسلحة تحاول تخفيف الضغط عن مقاتليها المطوقين في بلدة النبك الواقعة الى شمال معلولا والتي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بعد طرد مقاتلي المعارضة من قارة ودير عطية.
وفي ريف دمشق، قالت «شبكة شام» ان اشتباكات دارت على المتحلق الجنوبي من جهتي زملكا وجوبر بدمشق وسط قصف مدفعي يستهدف أطراف حي جوبر وأحياء من دمشق أخرى خارجة عن سيطرة النظام، مثل القابون وبرزة. من جانبها ، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت جوا وبرا أحياء في مدينة النبك التي تحاول اقتحامها، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وتدمير وحرق مبان سكنية.
وفي درعا، اشتبك مقاتلو المعارضة مع القوات النظامية في حي المنشية وفي محيط سرية التسليح شرق بلدة بصر الحرير، كما تدور اشتباكات في الجهة الشرقية لبلدة إنخل بالقرب من اللواء 15 التابع للقوات النظامية وفقا للجان التنسيق المحلية وشبكة شام. وبالتزامن مع الاشتباكات، تعرضت بلدات إنخل وبصر الحرير وداعل لغارات جوية فضلا عن القصف المدفعي.
واستهدفت غارات جوية بلدات في إدلب بينها كفر عويد، بينما قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش النظامي دمر تجمعات لمن نعتهم بالإرهابيين في قرى وبلدات بجبل الأربعين بالمحافظة نفسها. وتحدثت الوكالة أيضا عن قتل مسلحين في أحياء بحلب بينها مساكن هنانو، وكذلك في محيط مستشفى الكندي وسجن حلب المركزي. وفي دير الزور، تعرضت الأحياء الخاضعة للمعارضة وبينها حي الصناعة لغارات جوية، بينما تعرضت مدينة الحولة بحمص لقصف بالمدافع.
في الملف « الكيماوي» ، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية امس ان الولايات المتحدة ستدمر اخطر اسلحة سوريا الكيميائية في البحر على متن احدى سفنها.
وجاء في بيان للمنظمة التي مقرها في لاهاي «ان عمليات تدمير (الاسلحة الكيميائية) ستجرى في البحر على متن سفينة اميركية باستخدام تقنية التحليل المائي». واضاف البيان انه «في الوقت الحالي فان السفينة المناسبة التابعة للبحرية تخضع لعمليات تعديل تناسب القيام بتلك العمليات وتتيح للمنظمة القيام بالتحقق».
وقال البيان انه سيتم على متن السفينة تدمير ما يعرف بـ»الاسلحة الكيميائية التي تعد اولوية» اي اخطر الاسلحة الكيميائية في الترسانة السورية والتي يجب ان تخرج من البلاد بحلول 31 كانون الاول بموجب اتفاق دولي تم التوصل اليه لتجنيب سوريا ضربات عسكرية.
ومن المقرر تدمير هذه الاسلحة بحلول نيسان المقبل على ان يتم تدمير الباقي منها في منتصف 2014.
ورفض المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان الكشف عن اسم السفينة التي ستستخدم. وتعمل المنظمة على وضع تفاصيل تدمير ترسانة دمشق من الاسلحة الكيميائية قبل بدء المؤتمر السنوي للمنظمة غدا.ومن المقرر المصادقة على الخطة النهائية لتدمير تلك الاسلحة برا او بحرا بحلول 17 كانون الثاني المقبل.
واكدت سيغريد كاغ المسؤولة البارزة في الامم المتحدة من اللجنة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية استخدام سفينة اميركية لتدمير اخطر اسلحة سوريا الكيميائية من خلال عملية تعرف باسم التحليل المائي، مشيرا الى ان شركات تجارية ستقوم بتدمير المواد الناتحة عن هذه العملية. وصرحت كاغ ان «المخلفات الكيميائية الناتجة عن عملية التدمير سيعالجها عدد من الشركات في عدد من الدول». واشارت الى ان السفينة الاميركية «لن تكون في المياه الاقليمية السورية».
وذكرت المنظمة ان 35 شركة تجارية ابدت اهتماما بتدمير الاسلحة الكيميائية الاقل خطورة.
وقال مدير عام المنظمة احمد اوزومكو ان العديد من الشركات ستخضع للتقييم قبل اختيار المرشح المناسب من بينها واضاف ان «الشركات التي تسعى للمشاركة في عملية التخلص من الاسلحة، سيطلب منها مطابقة الانظمة الدولية والوطنية المتعلقة بالسلامة والبيئة».
واعرب خبراء الاسلحة الكيميائية في السابق عن قلقهم بشان حرق الاسلحة الكيميائية في البحر بسبب خطر تسرب السموم الى الماء.
اخيرا، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجددا جميع الأطراف الفاعلة السورية والإقليمية والدولية لإظهار الرؤية والقيادة والتصرف بتنسيق في اتجاه إيجاد حل سياسي للصراع.
وادان الامين العام في بيان له بشدة القصف الذي تعرضت له سفارة الاتحاد الروسي في دمشق الخميس الماضي والذي أسفر عن مقتل شخص، وإصابة تسعة آخرين، من بينهم موظفون في السفارة .وشدد الأمين العام في بيانه على أهمية مساءلة الجناة. وبحسب البيان « انه في ظل المستويات المتزايدة من المعاناة والدمار التي يسببها العنف في سوريا، يكرر الأمين العام نداءه إلى جميع الأطراف الفاعلة السورية والإقليمية والدولية لإظهار الرؤية والقيادة والتصرف بتنسيق في اتجاه إيجاد حل سياسي للصراع «.