"براو عليكو"
لا يسعني إلا أن أقول لرئيس مجلس النواب الأكرم “براو عليك”..فبعد ان حقّقت انجازاً لافتاً في اختيار ربطات عنقك ،وتوقيت ضرباتك على جرس التنبيه، فقد قمت ببسالة فائقة بطرد مواطنة أردنية من “مجلس الشعب” فقط لأنها حاولت أن تعرض مظلمتها لنوّاب الشعب أمام رئيس وزراء الشعب..
تفاصيل الحادثة لمن لم يقرأها …يوم الأحد الماضي ، قاطعت سيدة تجلس على الشرفات جلسات مجلس النواب لتنادي بشكوى لرئيس الوزراء عبد الله النسور صارخة أن لها مظلمة عمرها 13 سنة وان الحكومة لم تأخذ حقّها بعد، فطلب رئيس مجلس النواب الأكرم من رجال الأمن بطرد السيدة خارج المجلس بدلاً من النزول عن كرسيه والذهاب إليها ليستمع إلى شكواها ويتعهد بحل قضيتها ان كانت محقّة أو يقول لها قولاً معروفاً إن كانت “متجنّية” على الدولة والمسؤولين..لكنّه فضّل أن يسجّل انجازاً يحفظ له في الــ”c.v” الا وهو طرد الشعب من مجلس الشعب..
لم تستطع السيدة المسكينة المخنوقة بوجعها فعل أي شيء أمام فيالق المسؤولين المتأنقين المتكرّشين الجالسين خلف كراسيهم سوى ان رمت الورقة باتجاه رئيس الوزراء ..ثم شرعت بشرح مظلمتها على عجل أثناء “جرجرتها” من الأمن بصوت متهدّج : لديّ طلاب في الجامعات ،وعندي شاب وقع عليه الظلم، مصروفنا الشهري 600 دينار قسماً لا أملك منه شيئاً…في عام 2002 قابلت الملــ……وقبل ان تكمل العبارة كانت على الدرج الخارجي لمجلس الأمة الذي لم يعد بيتاً ولا ملاذاً لها..
إذا كان في بيت الشعب لم يُستمع للشعب ، ولم يجرؤ – ولو من باب الإنسانية الخالصة وليس المسؤولية – أي من المئة وخمسين نائباً أن يقف ويتعاطف مع هذه السيدة أو يحاول أن يحل مشكلتها او جزءاً من مشكلتها حتى، اذن ماذا تبقى من دواعي وجودكم جميعاً أو ضرورة كراسيكم؟؟..هذه السيدة التي منعتها كرامتها من الوقوف على باب أحدكم منفرداً…وفكّرت ألف مرة قبل دخولها مجلس جلّه من “الرجال” لتطرح شكواها أمامكم جميعاً بلسان الموجوعة..(لم تقل آخ من كيفها)… ونحن نعرف خجل المرأة الأردنية وعزّة نفسها!!..فلم تقابلونها بكل هذه الفروسية وهذا النُّبل أيها شيوخ؟؟!!..
**
سيدتي الفاضلة..نحن على استعداد لنشر مظلمتك وتبنيها بما يقدرنا عليه الله ..
والله والله…لك حق في رقابنا جميعاً…