هبوط اضطراري
قبل أسبوع ، لم تكن رحلة عادية في حياة ركاب خطوط “ساوث ويست” الأمريكية..حيث قام كابتن الطائرة – الله يهديه بهبوط سريع في محاولة منه لرفع الضغط داخل قمرة القيادة على ذمة السي أن أن “فعصلج” معه “الجير” ولم “يجاوب” الغيار العكسي حسب ما شرح لي الخبر بنشرجي الحارة ” رافع الجكّ”..
المهم أثناء محاولة “تزبيط” الأمر وإرجاع الطائرة إلى مسارها الصحيح ، والتخفيف من حدة هبوطها السريع، ضغطت يد الكابتن بالخطأ على سماعة تخاطب الركّاب..فقال لمساعديه من باب المصارحة وربما التهويل “ان الطائرة تتهاوى” لينطلق صوته مرتجفاً خائفاً الى مسامع جميع الركاب..هنا دب الخوف في قلوب المسافرين فصار كل واحد منهم يرسم طريقة مختلفة لموته ومراسيم خاصة لجنازته…لكنّ للأمانة فإن (السي ان ان) لم تذكر أن أحدا من الركاب ذكر – محارم- الطيار بسوء ، كما لم يتطرّقوا لسيرة الوالدة لا من بعيد ولا من قريب ،فقط كل الذي فعلوه أنهم بقوا يدعون ويصلّون الى ان أعلن لهم الكابتن أن الأمور تمام وان الهبوط لاضطراري في مطار “رالي-درهام” الدولي تم بسلام..
نحن كشعوب عربية لا نتمنى من حكامنا إلا إن يعاملونا كما عامل الكابتن ركّاب طائرته،أقصد ان يصارحوننا بواقعنا ، وينبهوننا للخطر ان لزم الأمر ، بالمقابل ان يفعلوا كل ما بوسعهم لنجاتنا.. يعني بمعنى آخر ، لا نريدهم ان يطربوا على عبارات: “سيدي بفضل توجيهاتك”.. “كلشي تمام ما زال أنت تمام”..”طول ما أنت بخير احنا بخير “..نفاخر الدنيا بانجاز “قيادتكم الحكيمة سيدي”..كل الشعوب تحسدنا على قيادتكم مولاي..بينما العجلات لا تفتح والمحرّك معطّل والأجنحة تتشظّى ، والجالسون بقمرة القيادة خبرتهم بالسياسة كما هي خبرة “رافع الجكّ” بالطيران!!…في نهاية المطاف نصحوا على أنفسنا غارقين في بحر الفوضى أو غارزين في رمال المديونية “رجلينا فوق ورؤوسنا تحت”…
أحياناً الهبوط الاضطراري لإصلاح بعض الأخطاء الفنية أفضل بكثير من مكابرة التحليق بها”!!.