عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

توظيفات مسيئة لصورة الملك واسمه

 

 

صورة الملك تخضع لتوظيفات معيبة في البلد،وهي توظيفات مسيئة،للغاية،وتصب في اطار الاستثمار الشخصي او المالي او الاجتماعي،والايحاء تارة بالنفوذ،او تسجيل المواقف،والتهويب على الاخرين،بات واضحا،حتى باتت صورة الملك مرفوعة في مواقع كثيرة غير لائقة،وغير مقبولة ايضا،ولدوافع باطنية غير معلنة مباشرة.
هذا ليس حبا للملك،حتى لانبقى في المزاودات الفارغة على بعضنا البعض،اذ ان بائع البطيخ يرفع صورة الملك مترا في مترين على معرش البطيخ،حتى يهدد موظفي الامانة اذا كان مخالفا،وسائق السيارة يطبع صور الملك على الزجاج الامامي والخلفي،حتى ُيهوّب على الشرطي بكونه مواليا ومتنفذا ولاتجوز مخالفته،والوجيه الذي يريد الترشح للانتخابات،يطبع صورة الملك وجملة من اختيارات الوجيه الشكسبيرية على مدخل قريته يعلن فيها تجديد الولاء والطاعة،ويمهرها بأسمه شخصيا،حتى يقول لمن حوله وحواليه انه مدعوم وان له اتصالاته السرية،التي ستثمر في ساعة مقبلة.
قبل ايام وقرب محل قهوة في احدى ضواحي عمان،نصب صاحب المحل صورة كبيرة للملك بطريقة تعبر ايضا عن مبالغة،وكأننا نعبد الاشخاص هنا،والملك ذاته لايقبل هذه الطريقة،فأين هو المنطق الذي يجعلك تضع صورة كبيرة،معنونا عليها اسم المحل،وتحتها لايلاحظ صاحب المقهى تتجمع الكراتين الفارغة والحاويات واشياء اخرى،من بقايا المحل،فأي محبة هذه تجعل صورته على مرأى المارة،ولاتتنبه الى ماقربها وحولها من اشياء اخرى؟!.
من حق الناس ان يرفعوا صورة الملك،غير ان هناك فلتانا،ولاتوجد تعليمات واضحة،تحدد الجماليات والمقاسات والتوظيفات والمعايير ايضا،لان صورة الملك باتت تخضع للاستعمال،مثل اسمه،لدى كثيرين،اذ ان من يقص ازهار حديقة الديوان الملكي يقنع اصحابه واقاربه انه يعمل مباشرة مع الملك وفي مكتبه ويستشيره الملك في كل صغيرة وكبيرة،وعدد الذين تسمع انهم يعملون مباشرة مع الملك يصل الى الالاف،كلهم يتجمعون في غرفة واحدة،اي مكتبه الشخصي،من الذي يقدم الشاي،وصولا الى من يقرر السياسات الدولية،وهذا جانب آخر في شخصيتنا السلطوية التي تميل الى توظيف كل دلالة على السلطة،او النفوذ،لغايات التشبيح على الاخرين،وايهامهم ان مقامهم مرتفع،هذا على الرغم من ان صاحب الشأن ذاته يتواضع اكثر من هؤلاء،والذي عليه دين ولايريد سداده يوحي للدائن انه مشغول مع سيدنا في اجتماع،والانتهازية تتجاوز الصورة نحو توظيف الاسم ايضا.
الذي يتأمل توظيفات صورة الملك في كل مكان،يكتشف اننا في بلد شمولي مثل الصين وكأن الصورة مرفوعة بأمر امني على الباص وفي استراحة المسافرين،وعند خيم الافراح،ولم يبق مكان لائق او غير لائق،الا وتم توظيف الصورة فيه،شخصيا وتجاريا واجتماعيا.
هي دعوة هنا الى كل الجهات لوضع تعليمات لاتمنع الناس من اظهار محبتهم للملك،لكنها ايضا تضع حدا لهذه التوظيفات المعيبة والمسيئة للملك اولا،ولطبيعة البلد،ولعيون الناس،في دولة لاتقوم على عبادة الفرد،من جهة،وكل من فيها يعرفون بعضهم البعض،فلا يصح التشبيح على بعضهم البعض،بهذه الايحاءات،والاشارات،التي يتم اصدارها لغايات شخصية او لتجنب القانون احيانا،وفي حالات الاستقواء على الاخرين بأعتبار ان رفع الصورة يقول شيئا ما.
الملك ليس بحاجة الى محبة بهذه الطريقة والذي يحبه فعلا،عليه ان ينجح في حياته،ويحافظ على بلده،وان يتطور في هذه الدنيا،فهذا مايسر خاطره،فقط،وغير ذلك،مجرد شكل من اشكال سحب السلاح في وجوه الاخرين.
هذه مسؤولية الحكومة ان تتحرك فورا لوقف هذه الظاهرة..التي تتم ادامتها تحت عنوان يقول اننا نحب الملك فلماذا تحرموننا من التعبير عن محبتنا،ولااحد يجيبك عن الجانب الاخر،اي التوظيفات الانتهازية لرفع هذه الصورة في مواقع وتحت شعارات،تكشف حجم هذه الانتهازية،لدى البعض؟!.