0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الدفاع لا يشمل الأخطاء!

عندما استضافت الدستور الناشط والحقوقي منتصر الزيات لم تكن احداث الثلاثين من يونيو قد وقعت، وكان د. محمد مرسي لا يزال رئيسا للجمهورية، في ذلك المساء دار حوار ساخن وطويل بين أسرة الدستور والزيات، وأذكر أنني بدأته مازحاً بالقول ان التفاهم مع الاخوان قد يكون أسهل من التعامل مع محاميهم لأنه بالضرورة مطالب بالدفاع حتى عن أخطائهم، لكن منتصر الزيات ابتسم نصف ابتسامة ورأى في ما قلته نصف دعابة أيضاً، وعلق على دوره كقانوني لكنه لم يقل ان الاخوان معصومون، واعترف  بحضور زملائنا في الدستور بأخطاء الجماعة، لكن ما ان وقعت احداث يونيو وتمت تنحية د. مرسي عن الرئاسة، ثم سجن وحوكم أصبح منتصر الزيات من فريق المحامين الذين تولوا الدفاع عن د. مرسي، وهذا أمر طبيعي، فالزيات تولى من قبل الدفاع عن حزب الله بعد الاتهامات التي وجهتها الحكومة المصرية وهذا أيضا أمر طبيعي رغم ان البعض من الناشطين المصريين اعتبروا ذلك في حينه أمراً لا يخلو من مجازفة سياسية.
الآن، يقول الزيات ان ما حدث في مصر كان انقلاباً وعدواناً على شرعية الرئيس المنتخب، وهذا الخطاب هو ما يتكرر وبإلحاح درامي من الاخوان والاطراف العربية والدولية والاقليمية التي تشاطرهم الموقف ذاته، وارجو ألا يفهم من هذا أننا نطالب الزيات بغير الموقف الذي اتخذه، لكن الملاحظة هي ان رأيه في الاخوان عندما كانوا في السلطة كان أقرب الى الموضوعية لأن المحامي سواء كان لحزب أو أي طرف ليست مهنته تبرير الأخطاء، لكن بعد أن جرى ما جرى استدعى الكثيرون احتياطياتهم الايديولوجية والسياسية، وما كان مرونة بالأمس القريب تحول الى راديكالية.
ان حوارنا مع الاستاذ الزيات ليس سوى مناسبة للتذكير بموقف  من هذا الطراز وهي مواقف متحركة، ولا نقول انها متناقضة، فحين يكون الطرف الذي ننتسب اليه رسمياً أو نحنو عليه عاطفياً في السلطة نتسامح مع نقده، سواء كان حزباً أو قبيلة أو حتى نقابة أو عائلة، لكن ما ان يفقد السلطة حتى يختلف المشهد تماماً، فيصبح الحنّو انحيازاً، لأن الطرف الجريح الذي ننتسب اليه بشكل أو بآخر يضاعف من تسامحنا حتى مع أخطائه.
الاستاذ الزيات يرفض أي بعد جنائي لمحاكمة د. مرسي ومن معه من قادة الاخوان، لهذا فهي بهذه الرؤية محاكمة سياسية خالصة، فهو يرى مثلا ان تهمة التخابر مع حماس في غزة هي تهمة سخيفة على حد تعبيره.
ما أردت قوله من خلال هذا المثال هو أن العدالة يجب ألا تتجزأ، والا تكون ضمانة البقاء في السلطة هي مصدر النقد الوحيد، ونحن هنا لا نتدخل في شأن سياسي محلي أو شجن قانوني، بقدر ما نريد تكرار القول، بأن الآراء تتغير تبعاً لباروميتر آخر قد لا يكون ايديولوجيا خالصاً.
وما وجدناه من سعة صدر لدى الاستاذ الزيات في تلك الأمسية الشفافة أحسست بغيابه بالامس وهو يتحدث من خلال احدى الفضائيات!