الأردن ثانيا
نتميز في الاردن ، بأننا نعاني من ذات المشاكل ، ونحمل ذات الاحلام ، ونمارس ذات الاخطاء، ونقع في ذات المطبات ، كل مواطن اردني هو حكومة ، لابل دولة بقضها وقضيضها وصمتها وضجيجها ، يمارس اخطاءها وخطاياها ، كل دائرة ، كل مديرية ، كل وزارة … كل شيء في الاردن يمثل الحكومة الاردنية ، لابل يكاد او تكاد ان تكون اويكون نموذجا مصغرا عنها… انا شخصيا اصلح كما يصلح كل واحد منكم نموذجا لحكومته واخطائها وممارساتها، من خلال تعاملة مع اهله واصدقائة ومعارفة واعدائه، وتعاملة مع الشجر والبحر والسماء وكل ما في الكون.
كل مدينة في الاردن هى نموذج مصغر للاردن ، كذلك كل قرية وشارع وزقاق.
على ذكر الشوارع ، سأثبت لكم ما قلته على سبيل المثال وحاشا الله من الحصر. سأتحدث حول شارع واحد وكيف يكون نموذجا يحتذى في سوء الادارة وتشتت المسؤوليات، ويمكن لهيئات اصلاح القطاع العام ولجان الاجندة وهيئات مكافحة الفساد والافساد ان تتمرن على هذا الشارع ، فاذا استطاعت حل مشكلته فهي مؤهلة لحل مشاكل الاردن بأكمله، لأن شعارنا في الاردن مثل شعار الفرسان الثلاثة في الرواية الفرنسية المعروفة: (الكل في الواحد والواحد في الكل ).
انه الشارع – الاوتوستراد الموصل بين جسرالمطار ومدينة مادبا، وقد تم انجازه منذ سنوات ، وتم تمديد الانارة له على احسن ما يكون ..اعمدة محترمة ..لامبات على الجانبين … كل شي عدا ان الكهربا لا تصل الى معظم الاعمدة .
– وزارة الطاقة ، تقول ان انارة الشارع من مهام البلديات وبالتنسيق معها!.
– البلديات ، تضع كل بلدية الحق على الاخرى وتتعهد بانارةالاعمدة التي تمر داخل حدودها لكنها لا تفعل .
– وزارة الاشغال تقول ان الامر من مسؤوليات وزارة الطاقة .
– متعهد الشارع يتهم الاشغال والاشغال تتهم البلديات والبلديات تتهم الطاقة وانا اتهم تنظيم القاعدة على سبيل التنويع.
– المواطنون ربما على سبيل التسلية او على سبيل دفن الميت يعتدون احيانا على المصابيح الكهربائية التي لا تشتغل اصلا .
تمر بنصف كيلو مضاء، ثم فجأة تداهمك العتمة فيفقد بعض السواقين السيطرة ، ثم يداهمك الضوء ..لكأنك تتعرض للتنويم المغناطيسي . لا الشارع مضاء ولا هو مطفأ. وقد سجلت العديد من الحوادث الليلية التي سببها هذه الفوضى العارمة لكأنها تعديل وزاري ع الحارك..
اقترح على لجان اصلاح القطاع العام وغيرها التدرب على حل هذه المشكلة اذا رغبوا في نيل بعض الخبرة لحل جميع مشاكل الاردن ثانيا.