رن رن ياجرس
صارت فكرة قديمة أن نفرح- ساخرين- لأننا صرنا الأول في شيء ما، مهما كان هذا الشيء، لذلك لن اقول لكم مثلا» والله لنكيف صرنا الأوائل…. من أسوأ الدول التي تعتني بالمسنين».
فقد صنف مؤشر متخصص الأردن كرابع أسوأ دولة عالميا فيما يتعلق بملائمتها لمعيشة كبار السن فوق الـ60 عاما، والذين يشكلون نحو 5،9% من عدد السكان. وكان اسوأ دولة بين المشاركين(91 دولة) في مجال تأمين التوظيف والتعليم للمسنين. يعني أننا كنا الدولة رقم 91 على المؤشر المكون من 91 نقطة…يعني علامة كاملة (على الأقل بطلعلنا طب في الجامعة الأردنية)
يبدو أن المؤشر لم يأخذ في الاعتبار أننا نعطي الوظائف العليا لمن تجاوزوا الستين والسبعين والثمانين أحيانا. وأننا مجتمع شاب يقوده الختيارية .
أربع سنوات على الأكثر وأكون تجاوزت الستين وانتمي- إن بقيت حيا- الى قائمة المسنين، حسب تعريف المؤشر، حيث سينخفض راتبي اكثر من 35% بعد إحالتي إلى الضمان، وأسهم في رفع اسم دولتي عاليا في سماء الدولة الأسوأ للعناية بالمسنين .
بالمناسبة ، لو انهم وضعونا في مؤشر للعناية بالأطفال والشباب وحتى بالمرأة ، فلا شك أننا سنحصل على مرتبة الشرف في جميع هذه المؤشرات. سنكون الأسوأ ثم الأسوأ ثم الأسوأ.
لا أقول هذا من أجل الإساءة الى سياسات بلدي الذي أعشق، لكنني احاول أن أدق جرس انذار، لعلنا نرى ما نحن عليه، وكيف يرانا العالم ، بدل أن نكون مذهولين بصورتنا في مرآتنا الخاصة، التي تضعنا في مجال الأغرب والأنضر والأشرف والأفضل والأجمل والأكثر ديمقراطية …علينا كسر مرآتنا الخاصة، وننظر الى أنفسنا كما نحن تماما وبالحجم الطبيعي ، ثم نقرر ماذا ينبغي أن نفعل.
وتلولحي يا دالية !!.