الأيتام المصابون بالروتا .. وضع مأساوي وسط تقصير واهمال واجواء موبوئة
وكالة الناس – كشفت التحقيقات الأولية التي اجرتها وزارة الصحة عن تقصير وإهمال شديدين في مؤسسة الحسين لرعاية الأيتام في منطقة الأشرفية بالعاصمة عمان.
ووفق مصادر الموثوقة ، فقد زارت الأميرة عالية بنت الحسين والشريفة زين بنت ناصر مساء السبت مركز الرعاية فور وصول المعلومات عن اصابة (22) طفل بفيروس الروتا .
وكان سبق وصول الاميرة والشريفة فريق من وزارة الصحة ومسؤولون في وزارة التنمية الإجتماعية ، وسط غياب الوزيرة ريم أبو حسان المتواجدة خارجة البلاد والتي اتصلت بمديرة المؤسسة وكان مبلغ همها أن لا تحضر وسائل الإعلام واوصتها بذلك هاتفياً.
واشارت تلك المصادر إلى أن الأطفال ظهرت عليهم علامات المرض منذ يوم الأربعاء الماضي ولم يكتشف الطبيب المناوب داخل المركز ما حصل للأطفال من مرض وبقي بعضهم حتى اشتدت عليه الاعراض مساء السبت حيث نقلوا الى مستشفى البشير وتبين اصابة الأطفال ب “فيروس الروتا” الذي يسهل انتقال العدوى منه.
وظهرت أعراض الإسهال وحرارة والشحوب على الاطفال وسوء التغذية، وتبين أن الأطفال كانوا ينامون خلال الفترة الماضية والتدفئة شغالة بدرجة حرارة مرتفعة وقد ارتدوا “افرهولات شتوية”.
وعلم أن التحقيقات الأولية لفريق وزارة الصحة كشفت أن أجهزة التعقيم لا تعمل وزجاجات الحليب للأطفال تستخدم لأكثر من طفل دون مراعاة الشروط الصحية وبعيداً عن تخصيص السعة المناسبة لكل طفل اذ تتراوح الفئة العمرية للأطفال المصابين بالفيروس بين يوم وسنة.
وتمت معاينة المكان بأخذ عينات ، ولوحظ أن دار الرعاية بوضع مًزرٍ ف “الأرضيات وسخة” وكذلك المنافذ (الشبابيك) وفتحات التهوية ولا يوجد تعقيم وهنالك غبار وأوساخ متراكمة لفّ المكان.
ووصفت مصادر وضع مؤسسة الرعاية ب “المأساوي”، مشيرة الى ان “البق” غزا الفرشات التي ينام عليها الأطفال ، وعملية طهي الحليب بالرز تتم بأواني (طنجرة) من نوع ألمنيوم رغم النصائح المقدمة بإستخدام “الزجاج” وأواني خاصة لكي لا تتفاعل المياه بأواني الألمنيوم.
وتبين خلال زيارة المسؤولين أنه لا يوجد طبيب مناوب ولا ممرضة ليلية ويكتفى بالعمل خلال ساعات الدوام من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء، ويعنى بالاطفال (4) مربيات تتناوبن على فترتين صباحية ومسائية مع وجود متطوعات.
وكان ملاحظاً أن المربيات غير مدربات ويحتجن الى التأهيل وأخذ خبرة كافية في التعامل مع الاطفال وخاصة الرضع، ودوّن مسؤولون ملاحظاتهم على مربيات قصصن اظافر اصابعهن قبيل قدوم فريق الصحة رغم التنبيه على الاهتمام بهذا الامر، كما ان “الحفاظات” المستخدمة للاطفال غير نظيفة.
وأثناء تواجد الفريق الصحي نُقلت اربع حالات مرضى جديدة من الاطفال الرضع ولم يتبق في المؤسسة الا 7 أطفال ، ويظهر أن طريقة اطعامهم ليست صحية وتتسبب باختناقات ولا تتلائم مع أعمارهم.
يذكر أن “روتا فايروس” الروتا موسمي يصيب بنسبة 45 بالمئة من اطفال العالم دون سن الخامسة بحالات من الاسهال.
وكانت وزارة الصحة عينات الى مختبرات عدة للتأكد من التشخيص وقد قام فريق من وزارة الصحة قسم الامراض السارية بزيارة الموقع لتفقد جميع الاطفال والكشف عليهم منعا لتسرب العدوى ضمن الاجراءات الوقائية والاحتياطية.
وقال مدير الامراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبداللات ان روتا فيروس من اشيع اسباب الاسهالات لدى الاطفال تحت سن الخمس سنوات ويسبب الاسهال والقيء وارتفاع في درجة الحرارة وان فترة الحضانة لهذا المرض من يوم الى ثلاثة ايام من فترة الاصابة الى ظهور الاعراض وان طرق انتقال العدوى عن طريق ملامسة الاسطح الملوثة والطعام والشراب الملوث وان العلاج يتم باعطاء السوائل والراحة والاستمرار بالرضاعة الطبيعية الى جانب الوقاية بغسل الايدي باستمرار بعد تغيير حفاظات الاطفال ونظافة الاسطح والارضيات بالمواد اللازمة والمعقمة.
واضاف ان مختبرات وزارة الصحة اظهرت بأن 15 عينة ايجابية لفايروس للروتا من اصل 18 عينة ارسلت للمختبر.