تقارير سرية تؤكد إنجلترا بديلاً لقطر في استضافة المونديال
Share
وكالة الناس – اتجهت وسائل الإعلام البريطانية، مؤخرًا، لإلقاء الضوء على احتمالات نقل بطولة كأس العالم لكرة القدم القادمة من قطر إلى إنجلترا، حيث أوردت عدة مواقع بريطانية الفوائد الاقتصادية لمثل هذا القرار المحتمل، لاسيَّما أيرلندا الشمالية، مؤكدة أنه بجانب الصعوبات الضخمة التي تواجه النظام القطري، وعجزه عن استضافة بطولة موسعة يشارك فيها 48 منتخبًا، فهناك ما قد يجعل المونديال على أرض قطر هو الأسوأ في التاريخ، حسبما أكدت صحيفة “آيريش نيوز” الأيرلندية.
شددت “آيريش نيوز”، على أن نقل تنظيم المونديال من دولة لأخرى ليس بأمر جديد، مشيرة إلى سابقة تاريخية في هذا الصدد، معتبرة أن المسألة غير مستبعدة على الإطلاق.
أشارت الصحيفة الأيرلندية في تقرير كتبه جاري ماكدونالد، إلى أن أيرلندا الشمالية تستعد لتحقيق مكاسب اقتصادية مربحة إذا تم ترحيل كأس العالم لكرة القدم 2022 من قطر، وفقا لتقرير سري نشرته صحيفة آيريش نيوز، صدر عن شركة “كورنرستون جلوبال أسوسيتس” للاستشارات الإستراتيجية في لندن.
كانت “كورنرستون جلوبال أسوسيتس”، قد أصدرت وثيقة مفصلة تفحص مدى استعداد إنجلترا لتقديم عرض لكرة القدم في حالة انسحاب المضيف الحالي طواعية أو تجريده من الاستضافة بسبب اتهامات الفساد التي يعاني منها منذ سنوات.
أشارت الصحيفة الأيرلندية إلى أن احتمالات قوية بأن يتم فعليًا نقل البطولة من قطر في ظل الاتهامات التي تواجهها الدوحة على عدة أصعدة، هذا بالإضافة إلى عدم قدرة الدوحة على استضافة 48 منتخبًا نظرًا لصغر مساحتها وضعف بنيتها التحتية، وهو ما دفع مسؤولي الاتحاد الدولي للحديث عن مشاركتها البطولة مع دول الجوار، في الوقت الذي قررت فيه تلك الدول مقاطعتها بسبب سياساتها المثيرة للجدل ورعايتها للإرهاب والمتطرفين حول العالم.
أشارت الصحيفة الأيرلندية “آيريش نيوز”، إلى تقارير صحفية كانت قد صدرت في وقت سابق هذا الأسبوع، والتي أكدت أن قطر ستراجع دراسة الفيفا حول جدوى توسيع البطولة إلى 48 فريقا من 32.
في تصريحاتٍ نشرتها صحف ووكالات أنباء عالمية، قال إنفانتينو، إن معظم الاتحادات الوطنية لكرة القدم تدعم بالفعل هذه الخطوة، وإن القرار النهائي سيكون في شهر مارس.
وفقًا لتقرير الصحيفة، عملت الفيفا جديًا على توسيع بطولة عام 2026 إلى 48 منتخبا، والتي ستشارك في استضافتها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. لكن لا أحد يستطيع أن يناقش حقيقة أن هذه الدول الثلاث قادرة على تحمل العبء، فالولايات المتحدة مثلًا يمكنها أن تفعل ذلك بمفردها.
أشار ماكدونالد في تقريره إلى أن نقل البطولة إلى المملكة المتحدة سيكون له فوائد جمة بالنسبة لأيرلندا الشمالية، خاصة إقامة مراكز تدريب للفرق العالمية المشاركة ومنها البرازيل أو الأرجنتين؛ إذ إن أيرلندا الشمالية ستحقق أكبر فائدة بعد إنجلترا، باعتبارها إحدى مناطق المملكة المتحدة، خاصة الفوائد الاقتصادية والسياسية.
يضيف، أنه “من الصعب تقدير الفائدة الاقتصادية المباشرة لأيرلندا الشمالية في حال استخدام أراضيها كمعسكرات تدريب للفرق المشاركة، لكنها ستشمل منافع مباشرة على صناعة السياحة بالإضافة إلى منافع غير مباشرة من خلال زيادة عدد الزوار، وعلى المدى الطويل، جذب الاستثمار الأجنبي”.
أوضح تقرير “آيريش نيوز”، أنه “بالنظر إلى أن نهائيات كأس العالم القادمة ستتم بعد فترة قصيرة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الأمر سيسمح بالتأكيد على دور أيرلندا الشمالية داخل المملكة المتحدة خلال البطولة، ووضعها كجزء لا يتجزأ من المملكة المتحدة”.
تابع: “إذا كانت الإرادة السياسية موجودة، فيمكن أن تستغل أيرلندا الشمالية بطولة 2022 في إنجلترا لتصويرها باعتبارها جزءًا فريدا من المملكة المتحدة بحدود أرضية مع الاتحاد الأوروبي؛ ما يجعلها وجهة استثمارية جذابة”.
شدد تقرير ماكدونالد، على أن جميع التقارير الواردة من قطر سلبية، لافتًا إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع احتمالات نقل المونديال من الدوحة هي أن الدولة الصغيرة تتعرض لانتقادات سياسية وحقوقية مستمرة؛ إذ إنها تصر على استغلال عمال البناء المهاجرين الذين يعملون على إنشاء ملاعب ومنشآت البطولة، بجانب عدم إجراء إصلاحات كافية، رغم الزعم بتحسين الظروف في البلاد بشكل كبير، حسبما جاء في تقرير “آيريش نيوز”.
أشارت الصحيفة إلى أن السبب وراء عدم تغيير مسار استضافة البطولة بالرغم مما أثبتته التقارير والتحقيقات عن حصول قطر على التنظيم بالفساد والرشوة في 2010، إلا أنها تؤكد أن مسؤولي الفيفا ممن دعموا الفساد القطري لم يعد لهم وجود، وتغير بالفعل الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كان محكومًا بعدد من المسؤولين الفاسدين ممن تمت إدانتهم بعد ذلك.
اختتم التقرير بأن هناك سابقة لتغيير البلد المضيف لتنظيم كأس العالم، حيث كان من المقرر أن تستضيف كولومبيا بطولة كأس العالم 1986، لكن الاتحاد الدولي قرر سحب التنظيم منها في عام 1983 وقبل ثلاث سنوات فقط من انطلاق البطولة بسبب الصعوبات الاقتصادية، حيث دخلت المكسيك حينذاك لتستضيف الحدث بعد إشعار قصير للغاية، وهو ما يعني أن احتمالات نقل المونديال من قطر أمر وارد، وبكل قوة، ويُعَد حلًا مثاليًا لجميع الأطراف.