عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

بالصور .. أميركا تعتقل فلسطينية نفذت عملية بالقدس قبل 44 سنة

وكالة الناس –  في 1969 قامت فلسطينية عمرها 22 سنة بعملية تفجير في القدس المحتلة، فاعتقلوها وأدانوها بثلاثة أحكام بالسجن المؤبد و 10 سنين ، وبعد 10 أعوام أفرجوا عنها مع 75 آخرين بأول تبادل للأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين، فبقيت في المدينة، ثم في الأردن الذي هاجرت منه في 1995 إلى الولايات المتحدة وحصلت على جنسيتها بعد 9 سنوات، لكنهم اعتقلوها قبل أيام بما عقوبته سحب الجنسية والسجن 10 أعوام، وبعدها الترحيل المؤلم لمن ليس له وطن.

اعتقلوا رسمية يوسف عودة صباح الثلاثاء الماضي في منزلها بضاحية من شيكاغو، بشبهة الكذب على سلطات الهجرة الأميركية حين ملأت استمارة طلبها للإقامة وكتبت أنها كانت تقيم منذ 1948 في الأردن، وأجابت بـ ‘لا’ عما إذا أدينت بجرم في الماضي، أو دخلت سجناً، أو حتى نالت عفواً عن عقوبة ما، وعلى أساس النفي منحوها حق الإقامة، ومن بعدها الجنسية المسيلة للعاب الحالمين.

في أرشيفات قديمة عما قامت به رسمية التي تحدثت ‘العربية.نت’ بشأنها إلى ناشط فلسطيني ملم بالمعلومات عنها، أنها فجرت قنبلة في سوبر ماركت بالقدس المحتلة، وفشلت بعد4 أيام باستهداف مقر القنصلية البريطانية بالمدينة، لأنهم اكتشفوا العبوة قبل موعد تفجيرها، فوقعت بقبضة الإسرائيليين، ثم كانت بين من أطلقت إسرائيل سراحهم في عملية سموها ‘النورس’ وهي شهيرة.

تلك العملية التي كانت أول تبادل للأسرى مع إسرائيل، تمت بينها في 1979 وبين ‘الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة’ التي كانت رسمية عودة من عناصرها، وبموجبها تحرر 76 أسيرا، بينهن 6 معتقلات، مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي أسرته الجبهة في لبنان، واسمه بان عمرة، طبقا لما طالعت ‘العربية.نت’ في خبر قديم عن ‘النورس’ وأسراها المحررين.

‘المدان بالإرهاب ممنوع من دخول أميركا’ 

ولأن الولايات المتحدة صنفت الجبهة الشعبية في 1995 كمنظمة إرهابية، ولأن ما قامت به رسمية عمل يعتبره القضاء الأميركي إرهابيا من الطراز الأول، فإن المدعية العامة للمنطقة الشرقية في مدينة ديترويت، باربرة ماكويد، أصدرت بيانا بعد مثول رسمية أمام قاض اسمه مايكل ميسون يوم اعتقالها، وقالت فيه: ‘إن أي مدان بعمل إرهابي ممنوع من دخول الولايات المتحدة’ على حد ما نقلته عنها وسائل إعلام أميركية الأربعاء.

مع ذلك، سمح القاضي ميسون بإطلاق سراح رسمية بكفالة قيمتها 15 ألف دولار، ومنعها من مغادرة البلاد، وحدد الخميس المقبل موعدا لمثولها أمام محكمة اتحادية في ديترويت لتقرر بشأن ما أخفته من معلومات عما قامت به صباح الجمعة 21 فبراير 1969 في سوبر ماركت استهدفته بالقدس وكان مكتظا بالزبائن. مع ذلك لم تقتل العبوة التي فجرتها إلا 2 من زبائنه، مع جروح طالت قلة ممن كانوا فيه.

ولم تجد ‘العربية.نت’ بأرشيفات كثيرة بحثت فيها معلومات إضافية عن تلك العملية التي نفذتها رسمية قبل 44 سنة، ولا عثرت حتى على اسم السوبر ماركت أو مجرد صورة لما بعد التفجير، ولا صورة أيضا لرسمية بعد اعتقالها أو حين محاكمتها أو يوم الإفراج عنها بالتبادل الشهير، كما وكأن ماضيها لم يكن له وجود.

وتعمل رسمية في ‘شبكة العمل العربية – الأميركية’ ومقرها شيكاغو، وهي منظمة تأسست في 1995 كغير ربحية ‘للدفاع عن المهاجرين الجدد ومكافحة العداء للمسلمين والعرب بالولايات المتحدة’، وفق ما يصفها مديرها، الأميركي من أصل فلسطيني حاتم أبو دية، وهو من زود ‘العربية.نت’ بمعلومات عن رسمية البالغ عمرها 66 سنة الآن، كما بفيديو وصورة قديمة لها، هي الوحيدة من ماضيها البعيد.

لماذا اعتقلوها الآن عما أخفته قبل 20 سنة؟

قال أبو دية عبر الهاتف من شيكاغو إن رسمية يوسف عودة التي مارست المحاماة10 سنوات بشيكاغو ولا تستطيع ‘العربية.نت’ التحدث إليها إلا عبر محاميها، لم تتزوج وبقيت عزباء، وكانت تعيش بمفردها في شقة بالمدينة، وفيها زارها رجال الأمن الأميركي في السابعة صباح الثلاثاء الماضي ‘فأيقظوها وفاجأوها بخبر اعتقالها الغريب’ طبقا لتعبيره.

وذكر أن رسمية التي لم يرد في الإعلام الأميركي أي معلومات شخصية عنها، هي من قرية ‘لفتا’ بمنطقة القدس، وبعد إطلاق سراحها بقيت فيها، ومن جامعة القدس تخرجت بالحقوق واشتغلت محامية، ثم غادرت وأقامت في لبنان والأردن، ومنه في 1995 إلى الولايات المتحدة حيث تقيم شقيقة لها أيضا.

ويصف أبو دية رسمية يوسف عودة بأنها ‘من الأنشط بالدفاع عن حقوق العرب والمسلمين في أميركا’ عبر عملها منذ 2004 كمدير مساعد في ‘شبكة العمل العربية – الأميركية’ المتولية فيها لجنة شؤون المرأة ‘إلى جانب نشاطها بمجال حقوق العرب والمسلمين المدنية في الولايات المتحدة، وهو عمل لم تكن تمارس سواه’ كما قال.

وسألته ‘العربية.نت’ كيف يتم اعتقال رسمية عودة في 2013 عن إخفائها لمعلومات في استمارة ملأتها منذ 20 سنة تقريبا.. لماذا لم يفعلوا ذلك قبل الآن، ولماذا هذا الوقت بالذات؟ فأجاب: ‘إنه سؤال المليون دولار وأكثر.. لا أعرف حقيقة’.