عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

احتفالات محدودة في بنغازي بالذكرى الثانية لرحيل القذافي

مرت الأربعاء، الذكرى الثانية للإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، لكن الاحتفال بها بقى “محدودا” وعلى غير المتوقع في كثير من المدن الليبية ومنها بنغازي، شرقي البلاد.

هذا الأمر أرجعه عدد من المسؤولين والأكاديميين والكتاب الصحفيين والمواطنين إلى عدم رضا كثير من المواطنين عن أوضاع البلاد حاليا جراء الوضع الأمني المتدهور، واستمرار الأزمات السياسية.

مدينة بنغازي (شرقي ليبيا) شهدت على استحياء توافد العشرات من المواطنين إلى ساحة التحرير، بوسط المدينة، للتعبير عن فرحتهم برحيل القذافي الذي بات يعرف في ليبيا بـ”يوم التحرير”، لكن الوضع الأمني للمدينة والاغتيالات المتكررة التي تشهدها أدت إلى عزوف الآلاف منهم عن المشاركة في هذه الذكرى.

وحول أسباب عزوف الكثيرين عن المشاركة في هذه الاحتفالات، قال الكاتب الصحفي محمد المفتي، “لا يخفي على المتابع بعد عامين من التحرير وجود العديد من السلبيات، بينها الأوضاع الأمنية المتدهورة”.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أعرب “المفتي” عن أمله في بذل الدولة “مزيدا من الاهتمام بالجانب الأمني الذي يورق المواطن خصوصا في بنغازي”.

ولفت إلى تفاؤله بأن “ليبيا قادرة على التماسك والسير نحو أفق أكثر استقرارا وأكثر ازدهارا”.

وفي السياق نفسه، أرجع عوض الصبيحي، عضو المجلس المحلي لمدينة بنغازي، عدم مشاركة الكثيرين في ذكرى التحرير إلى “عدم رضا الليبيين عن أوضاع البلاد في ظل استمرار تحديات كثيرة؛ أهمها: غياب الجيش والشرطة وبالتالي الأمن، واستمرار القيادة المركزية للدولة، وتأخر المصالحة الوطنية، وتواصل أزمة البطالة، والتعثر في عملية تصدير النفط، وعدم التمكن من بناء مجتمع مدني قوي، إضافة إلى ملف العلاقات الدولية التي لم تكن في المستوى”.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، رأى الصبيحي أن “عدم التعامل مع هذه التحديات جاء لسببين، الأول غياب الرؤية الحقيقية لإنجازها، والثاني الإرادة لدى المجتمع للعبور إلى بر الأمان”.

أما خالد الفيتوري، عميد كلية الاقتصاد بجامعة بنغازي، فأرجع عدم القدرة على التغلب على هذه التحديات إلى أن ليبيا قبل التحرير “كانت تحت سيطرة رجل واحد (يقصد القذافي)؛ الأمر الذي خلف عقليات تنقصها الخبرة والتجربة”؛ ما يجعل الشارع الليبي غير راضٍ عن أدائها.

ورأى وليد عبدالرحمن، وهو مواطن من مدينة بنغازي، أن الوضع الليبي سيء في الفترة الحالية بسبب كثرة الأخطاء التي قال إنها “بدأت منذ فترة المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان المؤقت)، معتبرا أن مرور عامين على ذكرى التحرير دون بناء جيش وشرطة “يعد فشلا ذريعاً”.

ودعا إلى ضرورة حل “الجماعات المسلحة الخارجة عن مؤسسات الدولة”، مناشدا  أعضاء المؤتمر الوطني إلى تحمل مسئوليتهم “التاريخية” بتصحيح الأوضاع “الرديئة” التي تعيشها ليبيا الآن.

من جانبه، بدأ الكاتب الصحفي علي الفيتوري أكثر تفاؤلا، وقال لوكالة الأناضول إن “الليبيين شعبا وسلطة إذا عمقوا النظر في هذه التحديات، سينجحون في اجتيازها”.

واعتبر أن “الأمر ليس مرهونا بشخوص ومدد زمنية؛ فالدولة لا تتعلق باستمرار الأشخاص بل باقتصاد وأمن قوي وحريات للمواطن”، حسب تعبيره.

وفي السياق نفسه، قال عاطف الفرجاني، وهو مواطن من مدينة بنغازي، إنه “متفائل بمستقبل البلاد رغم المشاكل والعقبات”، لافتا إلى ثقته بأن المواطنين سيصلون في نهاية المطاف إلى “دولة ديمقراطية قائمة على الحرية وسيادة القانون والمؤسسات”.