0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بعد إشهار زمزم … هل سيدخل ، الاخوان ، في تركيبة ، الاعيان ، الجديدة ؟!

وكالة الناس – لا يمكن النظر للحضور الرسمي النخبوي الذي برز على هامش إعلان مبادرة سياسية لشخصيات أخوانية مناكفة للتنظيم الأم في الأردن إلا في سياق تشكل إستراتيجية جديدة مضادة للأخوان المسلمين مرسومة على إيقاعات الوضع الإقليمي والدولي.

قيادات الأخوان المسلمين المعروفة في عمان حاورت وزير التنمية السياسية الدكتور خالد كلالدة وطلبت حوارا مع القصر الملكي بدون إستجابة وبدأت تراجع إستراتيجية البقاء الدفاعية ضمن المعادلة المحلية تجنبا لأي صدام.

لكن هذه القيادات لا زالت تسكن في منطقة الكمون التكتيكي وقدمت لها أمس الاول ‘خدمة كبيرة’ عندما ظهر على هامش إعلان مبادرة تسمى زمزم أن منشقين محتملين عن التنظيم الأخواني أو متمردين على مؤسسة الأخوان النظامية أخفقوا في إستقطاب ولو قيادي بارز واحد من الكادر المؤسسي للأخوان لصالح نشاطهم كما أخفقوا بوضوح في إظهار تمثيلهم لكل المكونات في المجتمع الأردني وللفعالية النسائية تحديدا كما لاحظ السياسي المخضرم الدكتور ممدوح العبادي.

وجهة نظر كثيرين كانت ترتكز على ان التنظيم الأخواني الشرعي يستطيع الإحتفال بفشل ذريع لأول محاولة جدية للإنشقاق.

السبب المباشر في ذلك كما يرى الناشط السياسي محمد خلف الحديد هو وجود شخصيات رسمية محسوبة على الدولة ورجالها في المنصة الرئيسية لإشهار مبادرة زمزم من طراز معروف البخيت وعبد الرؤوف الروابده وسمير الحباشنة وغيرهم.

هذه الشخصيات تحتفظ بسجل حافل من التخاصم السياسي العلني والبيروقراطي مع جماعة الأخوان المسلمين وحضورها لحفل إشهار زمزم أخرج المبادرة نفسها من خطها الإصلاحي الوطني إلى مسار المناكفة وإحتمالات الإنشقاق الأمر الذي أضعف المبادرة مبكرا ودفع مؤسسها ورمزها الأبرز الدكتور إرحيل الغرايبة للإعلان بأن مبادرته فكرة ومشروع قابلة للنجاح والإخفاق.

بهذا المعنى بعد إشهار زمزم والتدقيق بالخيارات التي أتيحت لأصحابها أصبح التنظيم الأخواني في موقع القوة مع الإخفاق في إستنساخ البديل.

وقد تمكن المراقبون من تلمس هذا الإستنتاج في اللحظة التي شوهد فيها الرجل الثاني في التنظيم الأخواني الشيخ زكي بني إرشيد مرة اخرى وبعد طول غياب مع ثلة من مشايخ الأخوان في إعتصام متجدد وسط العاصمة عمان يغذي الحراك الشعبي ويطالب مجددا بالإصلاح.

الرسالة هنا واضحة فلا مصلحة وطنية يمكن أن تنتج عن التفكير بشق الأخوان المسلمين لان الجميع سيخسر برأي إرشيد كما سمعته ‘القدس العربي’ وهو يؤشر على أن مبالغات حصلت عندما تعلق الأمر بتسويق هوية وحجم وتأثير مبادرة زمزم.

عنصر الثقة في موقف مؤسسة الأخوان من تقييم الحجم الحقيقي لفعالية المبادرة تمثل في إشارة القيادي البارز الشيخ علي أبو السكر إلى أن التنظيم قد لا يعقد محاكمات حزبية لأعضاء المبادرة رغم وجود مذكرات علنية سابقا تحذر الكادر من أن الإنضمام لزمزم سينتهي بتطبيق لوائح العقوبات الداخلية وطرد او فصل العضو.

هذه المحاكمات لا توجد ادلة على أنها ستعقد بعد إشهار مبادرة زمزم في إشارة ثقة متجددة وأغلب التقدير أن الجهات التي ‘هندست’ تفاصيل وشكل إشهار المبادرة أخفقت في تحقيق الأهداف.

السؤال عليه هو: هل يقود ذلك للعودة إلى لغة الحوار مع الأخوان المسلمين عشية تركيب مجلس الأعيان مع إحتمالات إستقطابهم أم يؤسس لصدام؟. لا توجد إجابة ميسرة وجاهزة على هذا السؤال لكن الواضح أن مؤسسة السلطة الأردنية ليست موحدة إطلاقا على صعيد قضايا وملفات أقل اهمية من ملف الأخوان المسلمين.

وأغلب التحليل أن إتخاذ مسارات مخاصمة للأخوان المسلمين أو تسعى لتقليص نفوذهم في الشارع هو سلوك يحاول لفت نظر قادة الإنقلاب في مصر والدول النافذة التي اعلنت الحرب على التنظيم الأخواني مثل السعودية والإمارات وسط تمسك واضح وملموس لمطبخ الأخوان بسياسة الصبر والهدوء وعدم تعجل ردود الفعل.

القدس العربي / بسام بدارين